كتب : نايف المحسين - لا تقللوا من شأن قوى الشد العكسي فهم اقدر واعرف ولديهم الخبرات والمؤهلات فهم يمثلون اجيالا وليس جيل وهم متسلسلو الحلقات وهناك ترابط وتعاضد ما بينهم وهم اقوى من الحلقات الحزبية المعروفة وهم ايضا قادرون على الاختراق والتموضع واعادة الانطاق يتقنون الفنون المختلفة ما عدا الفنون القتالية وجميع الاسلحة يستعملونها ما عدا الاسلحة النارية.
لديهم قدرة على السيطرة على الاشاعة ولهم ادوات قادرة على تنفيذها لدرجة الاقناع في ما يطرحونه ويصلون الى الاعلام بشتى الطرق ويجعلون من ضدهم في الاعلام بلحظات معهم ومدافعون عنهم لديهم المال والثراء والسلطة وهم اسياد الواسطة والمحسوبية فكلماتهم لا ترد وهواتفهم هي اماني الطرف الاخر لتتلافح الارقام مع بعضها البعض.
من يشتموهم وينتقدونهم يقيمون لهم الولاء ويجعلونهم في مقدمة جاهاتهم ووجاهاتهم فهؤلاء نجدهم ولسان حالهم يقول اننا نشتمهم وهم اساس البلاء علينا وعلى العباد ولكن لا نستغني عن سيادتهم وقيادتهم لنا فبدونهم البوصلة تتوقف وننعدم ولا تاريخ الا معهم وبهم وتشعر ان هؤلاء من معارضيهم الاشاوس عبارة عن اصفار امام ارقامهم الصعبة.
من يرى هذا المشهد المتناقض خاصة لمن يقودون الرأي العام ويسيطرون على سيادته يتركون من يتلقون رسائلهم في حيرة ويقسمونهم الى قسمين قسم لا يحترم قادة الرأي العام لتناقض قولهم مع فعلهم والقسم الاخر يقتدي بهؤلاء القادة ويجد ان الاغنى للناس عن هؤلاء او من يسمونهم قوى الشد العكسي.
ان من يسمون الان قوى الشد العكسي هم ابناء المراحل ولا يبتعدون وان ابتعدوا لفترة محدودة من الوقت فهم قادرون على العودة السريعة ليكونوا هم لا غيرهم اسياد المراحل فان ظهر شخص ليس منهم لقيادة ما فلديهم الاساليب ونشر الاشاعات والاكاذيب التي تصل الى مراحل التصديق لاقصائه.
عدة قصص مرت خلال الاسبوعين الماضيين نجح فيها هؤلاء في وضع العصي في دواليب الحياة فاعتبروا ان عدم وجود احتجاجات كما كان في الاسابيع الماضية هو عودة الحياة الى ما كانت عليه فالاصلاح حسب وجهة نظرهم مرتبط بالحالة القائمة فان ذهبت المسببات فلا ضرورة لاية اسباب فالمسببات مرتبطة بالسبب وهم يعتبرون ان الحالة عادت الى ما كانت عليه وان الحياة يجب ان تكون كما كانت فالسابق لهم واللاحق لهم ويجب ان ينسوا سويعات الحاضر التي ذهبت.
شئنا ام ابينا فان قصة الخلاف بين مجلس النواب وهيئة مكافحة الفساد هو تهيئة للعودة للطبيعة التي كانت قائمة بعيدا عن السعي للطبيعة المفترض ان تكون رغم قناعتي بان طرفي مثل هذه المعادلة هم من يخسرون في النهاية والرابح منها هم اصحاب الحالة المطلوب تغييرها اصلا فالدفاع اعمل على خلق صراع وخلق اضداد لتكون انت سيد كما انت بلا منازع.
الحالة التي وجدت اربكت عمل الهيئة ووضعت العصي في دواليبها وجعلتها في موقف المدافع عن الشرعية بدل ان تكون متآلقة في عملها ومتقدمة فيه الى الامام.
فمثل هذه الحالة الغاية منها منع التغول في مكافحة الفساد وان لا تشعر مثل هذه الهيئة بقوة اندفاع تجعلها اداة تغيير فطالبي التغيير سكتوا وتركوا امرهم في يد المصلحين وقوى الشد العكسي لديها القدرة على ان تعيد تموضعها في ظل ظروف الاستقرار لتتمكن من اعادة الاستقواء فالاستقواء لديها كامن في لحظات سكونها ووجود الضوضاء حولها واستقوائها يجب ان يكون للعلن في فترات الزمن المترابطة.