بايدن لا يعرف جغرافيا وديمغرافيا قطاع غزة
كمال زكارنة
04-09-2024 12:46 PM
من يستمع الى مقترحات بايدن الاخيرة ،بشأن اتفاق صفقة التبادل ووقف الحرب في قطاع غزة، ووصفه لتلك المقترحات بأنها تمثل الفرصة الاخيرة،واهمها انسحاب جيش الاحتلال من المناطق ذات الكثافة السكانية، يتهيأ له ان بايدن يتحدث عن مناطق مساحتها تعادل مساحة الهند او الصين ،وان التجمعات السكانية فيها متناثرة ومتباعدة عن بعضها البعض، تحتاج الى نقل جوي للتواصل فيما بينها.
واضح ان بايدن يجهل تماما جغراقية وديمغرافية قطاع غزة ،او انه على اقل تقدير تخونه الذاكرة ،ويتبادر له ان قطاع غزة دولة مترامية الاطراف مساحة وسكانا.
وهنا لا بدن ان نلفت انتباه بايدن، الى ان مساحة قطاع غزة من اقصى شماله الى اقصى جنوبه اقل من 365 كيلومتر مربع،يعيش على هذه المساحة الضيقة جدا، اكثر من مليونين وثلاثمائة الف فلسطيني ،وان هذه المساحة تشهد اعلى كثافة سكانية على وجه الارض،بمعنى ان الانسحاب من المناطق ذات الكثافة السكانية،يجب ان يعني بالضرورة، اخلاء قطاع غزة بالكامل من جيش الاحتلال، لان كامل مساحة القطاع ذات كثافة سكانية هائلة،ولا بد للسيد بايدن ان يعلم بأن كل متر مربع في القطاع ذات كثافة سكانية ،وانه لا يوجد موطئ قدم واحدة، تخلو من الكثافة السكانية.
ان عدم معرفة الرئيس بايدن بالجغرافيا والديمغرافيا الغزاوية ،لا يعفيه من مسؤولية التعرف عليها والبحث عنها،وكان بامكانه ان يستنتج هذه المعادلة من عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين ، وحجم الدمار الذي تسبب به العدوان العسكري الامريكي الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ،المتواصل للشهر الحادي عشر على التوالي ،ومن كميات المتفجرات الضخمة التي سقطت على رؤوس الغزيين ،حيث وصل نصيب كل فرد منهم حيا وشهيدا ومصابا، اكثر من اربعين كيلوغرام من المتفجرات حتى الان،وهذا الرقم مرشح للارتفاع مع استمرار الحرب ،وان اكثر من تسعين بالمئة من هذه المتفجرات جاءت الى اسرائيل من الولايات المتحدة الامريكية ،على شكل قنابل ضخمة ومن مختلف الاحجام، وصواريخ وقذائف محنلفة الاحجام والعيارات،بموافقة بايدن وتوقيعه.
مساحة قطاع غزة لا تحتمل انسحابات داخل ارض القطاع،واعادة تموضع وتمركز دبابات وآليات جيش الاحتلال وجنوده،لان هذه الانسحابات قصيرة المدى،وتحتاج الى تجهيزات لوجستية ومواقع جديدة تتمركز فيها القوات الغازية،وهذا سيكون على حساب حرية ومساحة الحركة للسكان ،مما يؤدي الى حشرهم في مناطق ضيقة جدا ،ويعرضهم لمعاناة شديدة وامراض كثيرة .
بقاء جيش الاحتلال في محور فلادلفيا يعني استمرار الابادة الجماعية حتى لو سكتت المدافع وتوقفت الحرب،لان الحصار والاغلاقات سوف تبقى مطبقة على رقاب الغزيين ،وسيستمر منع الدواء والغذاء والوقود والاكسجين وكل اسباب الحياة عن القطاع.
الجهود الامريكية منذ بداية العدوان العسكري على قطاع غزة ،تصب في اتجاهين وحيدين ،الاول توفير الغطاء الشامل والكامل للعدوان واستمرار المذابح والجازر الاسرائيلية والابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني ،والثاني ،العمل على تمكين العدوان الاسرائيلي من تحقيق اهدافه والاستجابة لشروط ومطالب نتنياهو بطرق واساليب مختلفة وملتوية.