محاربة الأفعال السلبية واجب علينا جميعا ..
بهاء الدين المعايطة
04-09-2024 12:13 AM
نحن نريد محاربة الجريمة، ونريد محاربة الأفعال السلبية ، لكن حينما نرتكبها نحن ، نصبح ضد القوانين، إلى متى سنبقى نتحيز لأنفسنا، ونبقى نطالب بمحاربة الأفعال السيئة، ولكن حينما يرتكبها أحد منا، نقوم بنعت الدولة أن القانون يجب أن لا يطبق، المخطئ يجب أن يحاسب أي من كان، ونحن اليوم دولة قوانين، ونقف مع الدولة، ونؤيدها بأن تضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه أن يضر بممتلكات الدولة أو بأبناء المجتمع بأكمله.
أصبح الكثير من أبناء المجتمع يريد أن يدير قوانين الدولة على حسب ما يراه مناسبا لمصلحته على حساب مصلحة غيره، اليوم نرى الكثير من يناشد سيد البلاد أن يفرج عن أحد أقاربه من ارتكب الجرم، وحكم عليه بالسجن، الدولة اليوم يجب أن لا تدار بالعواطف، القانون وجد أن يحمي كل منا، وجد أن يرسخ سياسة العدل بين أبناء الوطن، والكل منا يعلم عن عقوبة الجرم قبل ارتكابه، تطبيقا للأحكام الربانية ، لذلك يجب أن تطبق إحكام الدولة على أي مذنب مهما كان.
اليوم أصبحت المناشدات الطريق السهل في هذه الوطن، أصبح من يلقى القبض عليه بتجارة المخدرات نناشد من أجل إطلاق سراحه، ومن يسرق الماء والكهرباء نناشد من أجله، ومن يطلق العيارات النارية نناشد لأجله، إلى متى سنبقى نحارب قوانين الدولة التي تحكم على من يخصنا، ونقف بجانب الدولة عندما تطبق على الغير، هل العاطفة وحدها تستطيع أن تصلح الخطأ، ومن المعتاد أن مرتكب الخطأ يجب أن لا ينظر إليه بعين الشفقة، بل يجب على الدولة تغليظ العقوبات عليه لتكون الرادع الذي يمنعه من تكرارها.
منذ سنوات طويلة ومديرية الأمن العام ترعى العديد من الندوات والمحاضرات التوعية التي تحث الجميع على عدم إطلاق العيارات النارية لأي سبب ما، وتوعية أبناء الوطن بالعقوبات المشددة على مطلقيها، إلا أن كل ذلك التحذيرات كانت لا تأخذ بعين الاعتبار عند الكثير منا، وما زالت تلك الأفعال تشكل مصدر خطر على المجتمع بأكمله، رغم الإجراءات المشددة التي تقوم بها اتجاه هذه الطريق.
اليوم كم من أم فقدت فلذة كبدها! وكم من أخ فقد أخاه، جراء إطلاق العيارات النارية ورغم ذلك ما زالت تلك الظاهرة مستمرة على سابق عهدها، يجب أن نتوقف قليلا، وأن نساند الدولة للحد من هذه الجرائم، وأن نتوقف عن تكفيل المتسبب بها، وأن نكون العون لأنفسنا أولاً ولمديرية الأمن العام وباقي مؤسسات الدولة ثانيا، والكل منا يعلم أن من يفلت من العقاب، لا تنتظر منه أن يتوقف عن جرمه، بل سيرتكبه مجددا.
لماذا لا نقيس كل ذلك على أنفسنا، ونضع أنفسنا لا قدر الله لو لدقائق مكان من دفع ثمن حياته نتيجة ذلك التصرفات، هل نقبل ذلك على أنفسنا أم لا، بالتأكيد لا أحد يتحمل أن يتذوق من نفس الكأس، إلا أنه يستطيع أن يقدمه لغيره.
يجب أن نساهم بترسيخ سياسة القانون، وأن نكون يداً بيد مع الدولة، وأن لا ندع العواطف هي من تحكمنا، جميعنا معرضون لأي أذى، ويجب علينا تأييد أي قانون يستطيع حمايتنا، من تلك الأفعال والتصرفات العشوائية الخاطئة التي من الممكن أن تؤدي مستقبلا إلى ارتكاب ما لا يحمد عقباه.
حفظ الله الأردن. ودام شامخا بالعز والخير والسلام.