جدل في الجزائر .. فيديوهات لجدات على تيك توك تقلب التواصل
03-09-2024 06:50 PM
عمون - محتوى جديد غزا "تيك توك" في الجزائر خلال الفترة الماضية، حيث يقوم بعض الشباب بتصوير روتين يوميات جداتهن ومشاركة المقاطع على المنصة، مثيرين جدلاً واسعاً.
فعلى سبيل المثال، ينشر صاحب صفحة "أنا وجدتي"، التي تخطت الـ3 ملايين متابع، فيديوهات لهما، حيث يرافقها ويمازحها ويجعلها تغني وتمرح.
كما يقوم في كل مرة بطرح أسئلة عليها، ليرى ردة فعلها التي تكون غريبة أحياناً، ومضحكة ومسلية أحياناً أخرى. كذلك يشجعها على الرقص والغناء في بعض المشاهد.
من جهته يشارك صاحب صفحة "أنا وأخي" فيديوهات ليومياته مع جدته في المطبخ والبيت وبعض الأماكن الأخرى، غير أنه استخدم في أحد المقاطع مصطلحاً جريئاً، وهو يمازحها.
انتقادات
فيما أثارت تلك الصفحتان وغيرهما حفيظة عدد من المتابعين الذين تساءلوا عن الهدف من إظهار مسنات قد "لا يكن واعيات أصلاً بأن فيديوهاتهن تتابع من طرف الملايين" على تيك توك، وفق رأيهم.
وربط كثيرون الظاهرة بمحاولة استقطاب المشاهدات لأغراض ربحية، حيث تساؤل أحدهم: "أمن أجل بعض الدولارات يمكن لشخص أن يظهر جدته في مواقف قد لا ترغب هي أن تظهر فيها؟".
كما علق آخر: "من يقول إن صاحب الصفحة يحاول الترفيه عن جدته فقط، كان يمكن له أن يفعل دون تصويرها".
كذلك انتقد متابع آخر الجرأة في بعض الفيديوهات: "لماذا يجعلون جداتهم يرقصن ويغنين رغم أن هذا لا يليق بسنهن المتقدمة؟ يجب فتح تحقيق مع هؤلاء، أو تدخل أفراد عقلاء من العائلة".
"عادي ومرح"
في المقابل اعتبر البعض أن "المحتوى عادي ومرح" ويخلو من أي إساءة للجدات وللمشاهدين.
وقالوا إن "لا أحد يمكنه أن يحكم على صاحب المحتوى. فقد تكون جدته أو باقي أفراد العائلة هم من يرغبون في خلق بعض المرح في البيت بهذه الفيديوهات وتتبع التعليقات التي أكثرها إيجابي".
كما رأى آخرون أنه "قبل الحكم على هذا المحتوى الذي ليس به ما يعيب، يجب إطلاق أحكام على المؤثرين الآخرين الذين يخلقون محتويات تافهة بل مسيئة للمجتمع".
"في سياق سردية الواقع الآني"
وتعليقاً على تلك الفيديوها، أوضح أستاذ علم الاجتماع في جامعة البليدة 2 لونيسي علي بولاية البليدة التي تبعد 60 كيلومتراً عن العاصمة الجزائر، يوسف حنطابلي، أن "الظاهرة تفسر في سياق سردية الواقع الآني، حيث إن نشر الروتين اليومي على مواقع التواصل، يشعر الطرفين (ناشر ومتابع) بأن الحياة العادية أصبحت تعبر عن الحضور".
كما لفت إلى أن "المشاهير (في مختلف المجالات) يعدون مثالاً على ذلك، حيث أصبح نشر الحياة اليومية، هي حالة نفسية للتعبير عن استمرارية الحضور، أو ما يمكن وصفه بـ"هاجس الحضور"، ومنه أيضاً "هاجس التفاعل"، إلى أن نصل إلى نتيجة أن العالم الافتراضي صار أكثر تعبيراً عن الوجود من العالم الواقعي".
آثار اجتماعية
أما عن نشر الحياة الشخصية لأفراد من الأسرة، خاصة الأطفال أو المسنين، فبيّن أن "الظاهرة لها أكثر من بعد، منها البعد القانوني والاجتماعي، خصوصاً إن كان ذلك الفرد لا يملك الأهلية مثل الأطفال أو المسنين الذين بلغوا مرحلة اللا أهلية العقلية".
في حين تطرق إلى الآثار الاجتماعية لتلك الفيديوهات، حيث شدد على أنه "هناك من ينشر ذلك، رغبة منه في إظهار سلطته على العائلة، أو للتماهي مع الواقع، أو غير ذلك. وفي جميع الأحوال هناك آثار اجتماعية كبيرة، بينها إزاحة القضايا المجتمعية الهامة والمحورية من المشهد".
فيما ختم حديثه قائلاً إن "المتابع أو المشاهد، الذي يرى مثل هذا المحتوى، وغيره من المحتويات المتناقضة فيما بينهما، ينتقل من خلال التطبيق الواحد ما بين المضمون الهزلي والمحزن والعلمي وغيره، ما يؤدي إلى تتالي الصور، وتدفق المعلومات، وتصبح الصورة أقوى من الكلمة، ومنه تدفق المواقف لدى المشاهد وتذبذبها".
العربية.نت