الثوابت الأردنية طوق نجاة
نيفين عبد الهادي
03-09-2024 12:35 AM
ثوابت أردنية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على أهلنا في غزة، وتلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية منذ عشرات السنين، لم تتغير، يُعاد تجديدها والتأكيد عليها والتشدد بشأنها مع كل شمس صباح، وصولا إلى تحقيقها كونها المفتاح الحقيقي والعملي لنُصرة الأهل في فلسطين، وحل القضية الفلسطينية بما يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه وفقا للقوانين والشرعية الدولية.
بالأمس، أعاد جلالة الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا التأكيد على الثوابت الأردنية، المتعلقة في الحرب على قطاع غزة، والهجمات والاعتداءات على الضفة الغربية، إضافة إلى رفض أي محاولات لتهجير الأشقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وفي أي قراءة لهذه الثوابت تقودنا إلي يقين أنها طوق نجاة يجب الأخذ بها على محمل التطبيق الفوري حتى نصل لسلام عادل وشامل يأخذ الحقوق الفلسطينية أولوية حقيقية.
طالما نادى الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بحل عادل للقضية الفلسطينية، بتأكيد على أنه دون ذلك سيبقى الصراع قائما، وستبقى المنطقة على فوّهة بركان أزمات متتالية، وعيون الاهتمام معلّقة على التهدئة بعيدا عن أي رؤى للتنمية والتطوير، ناهيك عن بقاء السلام في مكان المستحيل غير قابل للتطبيق بالمطلق، ما يجعل الثوابت الأردنية قاعدة صلبة لغد أفضل ومستقبل تحضر به فلسطين بشكل حقيقي دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
جلالة الملك عبدالله الثاني أعاد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أمس «التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وزيادة المساعدات الإغاثية للقطاع»، هذا ما يطالب به جلالة الملك منذ السابع من تشرين الأول 2023 وينظر له الغزيون على أنه إحقاق الحق لهم، معتبرين أن هذه الرؤية هي الباب الحقيقي الذي سيصلهم من خلاله السلام والمساعدات ووقف إطلاق النار، ما يجعل من عيونهم ترقب عمّان بانتظار أن تصبح الثوابت الأردنية حقيقة مطبّقة على أرض الواقع حتى تعود لهم حياتهم أو ما تبقى لهم من النزر اليسير منها.
كما حذر جلالته أمس «من تداعيات الاستمرار بالهجمات والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية على أمن المنطقة واستقرارها»، وهذا ما يُغمض العالم عينيه عنه ، وما يحدث بالضفة الغربية وما سيوصل كرة الثلج بها لحجم يوازي الوضع في غزة خطورة، إن لم يلتفت العالم وأعني هنا المجتمع الدولي وعواصم صنع القرار، إن لم يتنبهوا لخطورة ما يحدث فنحن أمام حرب وأزمات خطيرة ستضع المنطقة والإقليم والعالم في حال لن تحمد عقباه.
وفي رسالة هامة من جلالة الملك شدد جلالته على «رفض الأردن لأية محاولات لتهجير الأشقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة»، وفي ذلك حسم أردني مؤكد بما تسعى إسرائيل لفرضه في الضفة الغربية وغزة، فهو مُحال أردنيا، ومرفوض، وفي ذلك وضوح يبدد أي ضبابية بهذا المجال، فالأردن يرفض محاولات التهجير، ثابت من الثوابت الأردنية وحسم واضح.
وبطبيعة الحال أكد جلالته على «أهمية العمل على إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين»، وفي واقع لا يحمل أي جدل في هذا التأكيد من جلالة الملك صيغة عملية وحقيقية لأن تعيش المنطقة في سلام بعيدا عن شبح الحروب والأزمات، وفي نُصرة الأهل في فلسطين الشقيقة، وبناء سد منيع أمام أي اضطرابات وأزمات وحروب، ففي تحقيق السلام العادل والشامل، على أساس حل الدولتين، باب الأمان الحقيقي لدخول مستقبل المنطقة مناطق آمنة سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا.