الحسين بن عبد الله: العقبة مستقبل استثماري واعد
رامي ابوالسمن
02-09-2024 05:55 PM
في خطوة تعكس فهماً عميقاً لدور القطاع الخاص والاستثمارات في تعزيز الاقتصاد الوطني، أكد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، ضرورة تذليل العقبات أمام المستثمرين ودعم سوق الصناعة في العقبة.
هذه الزيارة تأتي في وقت حساس، حيث يواجه الاقتصاد العالمي تحديات جسيمة ولكن، كما يُقال، فإن "التحديات تصنع الفرص"، وسمو ولي العهد يُجسد هذه المقولة بأرقى صورها، فعندما استمع سموه إلى إيجازات مقدمة من الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة حسين الصفدي، والرئيسة التنفيذية لمدينة العقبة الصناعية الدولية يي يان، لم يكن يطلع فقط على الأرقام والبيانات، بل كان يستشف روح الإبداع والتنمية المستدامة.
مدينة العقبة الصناعية الدولية ليست مجرد مساحات شاسعة تمتد على 1.7 مليون متر مربع، بل هي تأكيد للتحول الاقتصادي والتكنولوجي الذي تسعى إليه المملكة.
تقديم نحو 6 آلاف فرصة عمل وخلق بيئة استثمارية بقيمة مليار دولار ليس بالإنجاز الهيّن، بل إنه انعكاس لسياسات مدروسة وقرارات استراتيجية متينة.
من الأمور المبدعة التي تستحق الإبراز هي شراكة "بي بي آي" العقبة مع شركات دولية مثل الصينية والنرويجية وتطوير العقبة، التي تُظهر الأهمية الكبرى للتعاون بين القطاعين العام والخاص، هذه الشراكة ليست وليدة اليوم، بل هي ثمرة تخطيط طويل الأمد بدأ منذ عام 2005 مع توقيع 168 مذكرة تفاهم مع مستثمرين.
واحد من المشاريع المستقبلية الواعدة هو مشروع التوسعة في القويرة، الذي سيضيف 6500 فرصة عمل جديدة باستثمارات تتجاوز مليار دولار خلال 15 عاماً، بالإضافة إلى الاتجاه نحو استخدام الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة ليعكس رؤية بيئية مستدامة، تُلهم بقية المدن الصناعية في المملكة.
ما يميز هذه الزيارة وهذا التوجه هو النظرة المستقبلية لسمو ولي العهد، فالعقبة ليست فقط مدينة، بل هي رمز لإمكانات الأردن الاستثنائية واستعدادها للريادة في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، من هنا، يجب علينا جميعاً أن ننظر بفخر وتفاؤل لهذا التوجه الاستراتيجي الذي يعزز من بنية الأردن الاقتصادية ويُرسي قواعد الاستدامة وجذب الاستثمارات.
ختامًا، رؤية سمو ولي العهد الحسين بن عبد الثاني ليست مجرد كلمات أو زيارة عابرة، إنها خطوة جادة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة، إنها رؤية تُظهر لنا كيف يمكن للدول الصغيرة بحجمها أن تكون كبيرة برؤاها وجهودها.
العقبة اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة من النمو والتطور، وذلك بفضل قيادة حكيمة وعقول مُبدعة.