أمريكا شريكة بالمجازر والابادة في غزة
سالم البادي
02-09-2024 10:28 AM
لا يختلف أثنان بأن الولايات المتحدة الامريكية دولة رائدة في مجال ادارة الأزمات الدولية، مما وصل الامر بها الى قيام صناع السياسة الامريكيين المتصهينين بتخطيط وافتعال بعض الأزمات (الادارة بالأزمة) لتحقيق المصلحة الامريكية الاسرائيلية من وجهة نظرهم.
وحتما من يملك حق طباعة الدولار يستطيع سرقة مدخرات العالم كله ، فامريكا تسرق العالم منذ عقود طويله لتمول إنفاقها الضخم على تكاليف بقاءها في القمه العالميه .
وتاريخ امريكا الأسود كما هو معلوم تجلى في إبادة السكان الأصليين بالبارود والأمراض، ثم طرد بريطانيا، من ثم الحرب الأهلية التي قادها إبراهام لينكولن لتوحيد بلاده لمّا عارض الجنوب الأميركي (المحافظ والزراعي) مشروع إلغاء الرق، ثم الهيمنة على النطاق الإقليمي؛ الذي تجلى في قانون "مونرو" عام ١٨٢٣، حاسما وحازما ومعلنا نفوذ وسيطرة أميركا على نصف الكرة الغربي، ومعتمدا بالقوة لمنع أي دولة منافسة من الوجود في إقليمها.
ثم آتى حسم الهيمنة على النطاق العالمي؛ عندما نافست الولايات المتحدة على ترتيب عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية (١٩٤١-١٩٩١).
وسخرت أمريكا كل امكانياتها وقدراتها العسكريه وترسانتها الحربيه واقتصاداها القوي في القرن العشرين للسيطرة والهيمنه على النطاق العالمي، وبالفعل توج ذلك في التسعينيات من القرن الفارط .
واستخدمت أمريكا نمطا مختلفا عن النمط القديم للإمبراطوريات القديمه القائم على الاستعمار المباشر وبناء المستعمرات المكلفة، فأخذت في بناء نظام قائم على المؤسسات والاتفاقيات التي تضمن المحافظة على نفوذها، وهذه كانت لا تقل أهمية عن قواعدها العسكرية التي نشرتها في كل ربوع المعمورة حتى بلغت ٨٠٠ قاعدة.
ولم تكتفي بذلك بل كان عليها أن تحكم وتسيطر على المؤسسات والمنظمات والهيئات الأمميه والدوليه. فالأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي ضمن لها الإجماع على قيادتها للنظام العالمي.
أما البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، فكانا من أدواتها في التأكد من إعادة هيكلة الأسواق بما يضمن بقاءها ضمن نطاقها الاقتصادي، لكي يغري حلفاءها بالبقاء قريبين منها، محتاجين إليها على الدوام، وبنفس الطريقة التي عملت بها على خنق محيط الاتحاد السوفيتي، فإنها اليوم تعطل على الصين حسم إقليمها، بالتحالف مع تايوان والهند وغيرها.
هيمنة سياسة أمريكا ظلت بين الإخضاع عبر التحالفات الدوليه ،والتدخلات العسكرية المباشرة، فاذا لم تنفع الجزرة كانت تتدخل بالعصا ، حتى تظل امريكا باقية في القمة".
بيد أنه يتبادر لاذهان البعض :
إلى متى ستستمر الهيمنة الامريكيه على العالم؟؟
وهل سنشهد سقوط هذه القوة العظمى قريبا ونهاية للعصر الأميركي ؟؟
وباختصار الأميركان لم ينفقوا التريليونات والمليارات من الدولارات وضحوا بجنودهم عبثا بل لكي يبقوا في القمه..
فقد انفقوا ٩١٦ مليار دولار في العام المنصرم على الدفاع العسكري وهي النسبة الاعلى في العالم، وتزيد على ما تنفقه بقية القوى العظمى على الدفاع مجتمعة.
بينما نجد البعض الاخر يشير إلى بأن التنين الصيني قادم بقوة اقتصاديه ، بحيث أنه سيكون بديلا عن امريكا .
ولكن المتتبع لسرعة المتغيرات العالميه يدرك تماما أن الصين تعلمت الدرس، وتخلت عن صلابتها الأيديولوجية في الفترة الأخيرة وعرفت حجمها ، ودخلت في منطق النظام العالمي الذي صممته أميركا .
من جهة اخرى قرأنا وسمعنا كثيراً عن أفول الغرب منذ عقود طويله وما زالت الكتابات والمقالات وتحليلات الساسه وغيرهم مستمرة حتى اليوم حول بوادر زوال "الكيان" وزوال الهيمنة الامريكيه والغربيه بل حتى الروسيه.... !!
بيد أن من يحلل ويكتب عن ذلك هم المتضررين من السيطرة والهيمنه الأمريكية الاسرائيلية الغربيه على العالم، ويعتقدون أن مؤشرات الانهيار حتميه وبدأت نحو السقوط .
بلا شك أن اي دولة ذات قوة اقتصاديه وسياسيه وعسكريه في العالم تتراجع في فترات وتتقدم وتتطور بعدها ، كذلك تتعرض لأزمات وتحديات وتخرج منها أقوى، فما بالك بدوله عظمى ومسيطرة على العالم مثل امريكا والتي تسعى للحفاظ على مكانتها العالميه.
صحيح أن أميركا عانت أزمات اقتصادية حادة في عقود (١٨٩٠-١٩٣٠-١٩٧٠) واستطاعت أن تعود أقوى مما كانت، وما زالت تعاني من تبعات أزمة (٢٠٠٨)، كذلك لديها فترات من الركود والنمو المتباطئ، بالرغم، ولكن بالرغم من ذلك ما زال المركز الاقتصادي للولايات المتحدة لم يتغير.
وحسب الإحصائيات تستورد أميركا من نفط الخليج حوالي ٥%، في حين كانت تستورد ٢٠% عام ٢٠١٢، فحاجتها إلى النفط الخليجي اليوم لم تعد مثلما كانت في السابق، أما الصين فتستورد ٤٠% من نفط الخليج. مع ذلك ما زال الخليج العربي منطقة نفوذ أميركي، ومسؤولية ضبط إيقاع وأمن الإنتاج جعلته من مسؤوليتها، لأنه في النهاية سيؤثر في العالم كله.
"امريكا والقضية الفلسطينية "
طبعا امريكا هي أكبر شريك تجاري واقتصادي وعسكري وسياسي للكيان المحتل وكشفت أمريكا عن وجهها الحقيقي بعد "طوفان الأقصى " وأعلنت صراحة أنها لن تتخلى عن الدعم السياسي والعسكري واللوجستي والسياسي والاقتصادي الكامل للكيان ، ولن تسمح بالاعتداء عليها من أي طرف مهما كلف الثمن.
وهذا ما يحدث الآن في غزة خير دليل وسيؤرخ في التاريخ رغم المجازر الإنسانيه والابادة الجماعيه المستمرة في القطاع وباقي المدن والمناطق والمخيمات الفلسطينيه فالدعم الأمريكي مستمرا .
وتعتبر أمريكا أول دولة اعترفت بدولة الاحتلال عام ١٩٤٨ ، وما زالت تقدم لها دعما ماليا ومعونات ومساعدات مستمرة، وبحسب بيانات "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" فإن حجم المساعدات أكبر بكثير مما جاء في التقديرات الرسمية، إذ وصل إجمالي المساعدات الأميركية الملتزم بها لدولة الاحتلال في الفترة بين عامي(١٩٤٦ و٢٠٢٣) نحو ٢٦٠ مليار دولار ،ومعظم تلك المساعدات الأميركية تذهب إلى القطاع العسكري .
ومنذ انشاء الكيان المغتصب في الأراضي الفلسطينيه والعربيه عام ١٩٤٨ فإن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ترى في الكيان حليفا إستراتيجيا يمكن الاعتماد عليه في مواجهة السوفيات وحلفائهم من القوميين والثوريين العرب، وزادت أهمية الكيان بعد انتصارها على العرب عام ١٩٦٧ ، إذ ترسخت رؤية أمريكا للكيان المحتل بوصفه حليفا وشريكا يمكنها الاعتماد عليه في حماية مصالحها وإضعاف النفوذ السوفياتي في المنطقة.
وبعد حرب عام ١٩٧٣ وما رافقها من أزمة في النفط، ثم قيام الثورة الإسلامية في إيران، وظهور بعض الحركات الإسلامية المعاصرة، زادت أهمية الكيان في تشكيل خط دفاع متقدم ضد الشيوعية ، وقمع "الحركات الراديكالية" من جهة، وكونها وسيلة للسيطرة على المنطقة وحماية الموارد النفطيه وتأمينها من جهة أخرى.
وبعد انتهاء الحرب الباردة لم تتغير أولويات أمريكا في المنطقة، بل زادت أهمية الدور الوظيفي للكيان المحتل في أداء دور رئيسي في إضعاف دول المنطقة وتغذية الخلاف السني الشيعي في المنطقة.
بينما سعت الحركة إلى تقوية حضورها وتأثيرها لدى صنّاع القرار الأميركي في وقت مبكر، وأصبح ما يعرف بـ"اللوبي "، أحد أشهر وأقوى جماعات الضغط فعالية وتأثيرا في السياسة الأمريكية، وخاصة في ما يتعلق بالصراع العربي .
ويبرز دور اللوبي في المحافظة على التأييد الأميركي له في المستويات العسكرية والسياسية والدبلوماسية ، وكذلك في الأوقات الحرجة من خلال الضغط على صنّاع القرار الأميركي لدعمه والوقوف إلى جانبه.
أخذت الولايات المتحدة على عاتقها مهمة دعم دولة الاحتلال سياسيا في نزاعها مع العرب منذ احتلالها ، ودعم سياسة الاستيطان التي تفرضها على أرض الواقع في فلسطين والدول العربية على حساب الحقوق التاريخية العربية والفلسطينية.
ومنذ نشأة كيان الاحتلال كان وما زال حتى اليوم كل رئيس أميركي يؤكّد بعد تنصيبه التزامه بأمن كيان الاحتلال واستقراره ، وهو التزام غير مرتبط بالحزب الحاكم، بل هو قضية ترتبط ارتباطا وثيقا بالإستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة؛ لذلك نجد من النادر انتقاد الكيان او أحد قاداته من قبل المسؤولين الامريكيين مهما كانت ارتباطاتهم الحزبية.
وقد أستغلت الولايات المتحدة أروقة المؤسسات الدولية الفاعلة كالأمم المتحدة وأجهزتها الرئيسية، بما فيها مجلس الأمن، لتقديم الدعم للكيان المحتل ، ووقفت سدا منيعا في وجه كل المحاولات العربية أو الدولية الهادفة إلى إنصاف الشعب الفلسطيني داخل مجلس الأمن، عبر استخدامها حق النقض (الفيتو) لإحباط مشاريع قرارات تدين جرائم المحتل ، أو تطالبه بالانسحاب من الأراضي المحتلة.
واستمرت الولايات المتحدة تتنكر بشكل تام لمعظم قرارات الأمم المتحدة المؤيدة للحقوق الفلسطينية، ووفرت للمحتل الغطاء والحماية لأجل التنصل من تنفيذ هذه القرارات أو الالتزام بها.
وقد تطور الأمر في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلى فرض عقوبات سياسية واقتصادية على الدول التي تصوت ضد كيان الاحتلال، بل انسحبت الولايات المتحدة من مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، وأوقفت دفع حصتها في تمويل تلك المؤسسات؛ لأنها اتخذت قرارات ضد الكيان المحتل .
بينما لم تطلب الولايات المتحدة من الكيان المغتصب أن يبذل المزيد من الجهد لتحقيق تقدم في عملية السلام، أو ان تمارس ضغوط عليه لحمله على القبول بقرارات الشرعية الدولية، والتخلي عن نهجه العدواني التوسعي .
كذلك لم تبادر الولايات المتحدة بالقيام بصفتها دولة راعية لعملية السلام بتقديم خطة معقولة ومقبولة وتراعي الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وتلبي طموحاته في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس.
لقد قدم العرب كل ما في وسعهم من أجل التسوية، وتنازلوا عن الكثير من الثوابت والحقوق، ومع ذلك فإن امريكا تطالبهم بالمزيد .
ألم يآن الأوان للعرب بأن يصحوا من سباتهم..
ألم يآن الاوان للعرب بأن يفيقوا من غفلتهم ..
ألم يآن الأوان للعرب بأن يقولوا لا لامريكا ...
ألم يآن الأوان بأن تتوقف آلة القتل "الاسرائيلية - الأمريكية" الممنهجه والابادة الجماعيه والمجازر اليوميه والتدمير والتهجير والتجويع والتعذيب والدمار في غزة والمدن المحتله؟
ولا بد أن يعرف الجميع حقيقة أمريكا:
أمريكا معنية بأمن الكيان المحتل واستقراره وبقائه ،لأنه جزء من أمنها وبقائها ،وليست معنية بأمن الفلسطينيين والعرب..
أمريكا تراعي مصالحها الإستراتيجية ولا تراعي مصالح الفلسطينن والعرب ..
أمريكا تضغط وتفرض شروط الصهاينه على العرب ..
أمريكا تقدم المال والسلاح والتدريب والخبرة والمعلومات الاستخبارية، للكيان المحتل..
أمريكا تدعم الترسانه الحربيه والعسكريه الاسرائيلية في قتل الاطفال والنساء والشيوخ والجرحى والمرضى والمهجرين والنازحين والمدنيين العزل.
أمريكا ومعها الغرب تدعم الصهاينه سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا...
متى سيفرق العرب بين عدوهم وحليفهم؟؟
ألم يكتفي العالم من مشاهدة المجازر الإنسانيه والابادة الجماعيه اليومية في غزة؟؟
متى سيفيق الضمير الإنساني لوقف هذه الحرب العبثيه "الاسرائيلية - الامريكية"؟؟؟
هل بقى شيئا شنيعا لم يحدث في غزة ؟؟
ألم يكتفي العالم بمشاهدة مظاهر القتل "الاسرائيلية - الامريكية" الهمجيه ضد أطفال ونساء وشيوخ غزة؟؟
هل بقى شكل من أشكال الموت لم يحدث في غزة ؟؟
هل بقى أثر لحياة على أرض غزة ؟؟
هل وضحت لكم صورة أمريكا وحلفائها الحقيقيه؟؟
هل عرفتم من المجرم الحقيقي؟؟
هل عرفتم من هي أميركا ووجها الحقيقي؟؟
هل عرفتم من الداعم الرئيسي لقتل الاطفال والنساء والمسنين في غزة ؟؟
هل عرفتم من هو الجيش الأسوأ اخلاقيا وسلوكيا في العالم؟؟
هل عرفتم من هي قوى الشر في العالم؟؟
هل عرفتم من هي الدول المعاديه للقيم والمبادىء والاخلاق الإنسانيه؟؟
هل عرفتم من هي الدولة الأكثر انتهاكا لحقوق الإنسان؟؟
هل عرفتم من هي الدولة الأكثر انتهاكا لحقوق حريات الصحافه والاعلام ؟؟
هل عرفتم من هو الشريك الرئيسي للصهاينه في قتل الصحفيين والأطباء ورجال الاطفاء والاسعاف؟؟
هل عرفتم من هو شريك المجرم الذي ضرب بقوانين المنظمات والجمعيات والهيئات الأمميه والحقوقية بعرض الحائط؟؟
هل عرفتم من هو شريك مجرم الحرب السفاح قاتل الاطفال والابرياء؟؟
هل عرفتم من هو شريك الصهاينه المغتصبين السفّاحين السفّاكين المعتدين الأشرار الذين اطلقوا اسلحه محرمة دوليا وإنسانيا على المدنيين المسالمين المحاصرين الآمنين ببيوتهم في قطاع غزة؟؟
هل عرفتم من هو شريك العدو المغتصب والمتغطرس في الإبادة المروعة والمجازر اليوميه بحق المدنيين والأطفال والنساء؟؟
"أمريكا" هي رأس الأفعى والشر وهي الداعم الرئيسي لازمات المنطقة والحروب المتتاليه، فلولا دعمها السياسي والعسكري واللوجستي للاحتلال لما استطاع هذا الكيان الهش أن يقف أمام رجال المقاومه الفلسطينيه الباسله المجاهده، ولولا الخذلان والتقاعس لنصرة إخوتنا في قطاع غزه المحاصره وفلسطين الأبيه الشامخه الصامدة من قبل أخوة الإنسانيه واخوة الدين واخوة العروبه..
قال تعالى : {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين}(التوبه ٤٦ ، ٤٩)