facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عالمنا العربي: بين أمجاد الماضي وماسي الحاضر.


لورنس كارلوس سمور
02-09-2024 01:03 AM

تعلمنا ونحن على مقاعد الدراسة ونحن في المرحلة الابتدائية نشيدا وطنيا رائعا من نظم الشاعر السوري فخري البارودي يقول فيه:

بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان
ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان
فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا
لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان
وغنوا يا بني قومي بلد العرب أوطاني

وبالرغم من تقدمي في السن فما زلت أذكر كيف كنا ننشده في طابور المدرسة الصباحي بكل نشوة وحماس وبكل فخر واعتزاز وكنا نحس بأن وطننا ليس فلسطين بحدودها الصغيرة وانما هو الوطن العربي الكبير من المحيط الى الخليج ونتصور بأن هذا النشيد هو نشيد الأمة العربية بأسرها يغنيه الشباب في فلسطين ويتردد صداه في سائر أقطار الوطن العربي الكبير تعبيرا عن مشاعرهم الوطنية والقومية وتجسيدا لروح الانتماء للعرب والعروبة.

ولكن هذا النشيد الرائع الذي كنا نتغنى به أيام الزمن العربي الجميل ونحن أطفال صغار أصبح اليوم مجرد ذكريات نتمنى عودتها نستذكره ويكاد الألم يعتصر قلوبنا لما ال اليه حال عالمنا العربي اليوم من فرقة وتباعد وتنابذ وتفكك وتشرذم وانقسام اذ تحول هذا الوطن العربي الكبير الى اراض ممزقة تتفكك على بحر من الدماء ولم تعد بلادنا العربية أوطانا مشتركة

اذ فصلت ما بينها الحواجز والحدود المصطنعة التي رسمها لنا الاستعمار الغربي وباعدت هذه الحدود ما بيننا.

فلم يعد بامكاننا التنقل بحرية ويسر بين بلدعربي واخر.

الا بعد الحصول على تاشيرة دخول ( Visa) لا يتم الحصول عليها أحيانا الا بعد عناء كبير .واصبحت أقطارنا العربية مسرحا للانقسامات المذهبية والعرقية
والفتن الطائفية وميدانا للصراعات العربية العربية التي لا تكاد تخلو من التدخلات الاجنبية بل وللحروب الأهلية الداخلية الطاحنة .كما انتشرت في
بعضها ثقافة الموت والقتل والعنف والتشريد والتكفير والتهجير. وجامعتنا العربية ( التي صدق أحدهم بوصفها'اسم جامع وقلوب متفرقة') والتي يفترض فيها ان تعمل على تحقيق التنسيق والتعاون والتازر والترابط وتوثيق الصلات والتكامل بين الدول العربية الشقيقة ,

اذ بها اليوم في حالة ضعف وترهل وعجز وتنافر وعقم وجمود وشلل بل في حالة موت سريري ان جاز التعبير لا جدوى ولا فائدة منها .ولم تعد لأقطارنا العربية اليوم أهداف واحدة ولو طموحات وأماني مشتركة كما لم يعد الحس القومي والهم العربي المشترك متوفرا في المشاعر الا عند البعض منهم وهم قلة .وبتنا نتساءل في حيرة واستغراب وحسرة:
أين هو الجرح الواحد والألم الواحد الذي اذا ما اصيب به عضو واحدفي الجسم العربي تداعت له باقي الاعضاء والذي عبر عنه حافظ ابراهيم شاعر النيل في قصيدته الرائعة
التي يقول فيها:
اذا المت بوادي النيل نازلة
باتت لها راسيات الشام تضطرب
وان دعا في ثرى الأهرام ذو الم
اجابه في ثرى لبنان منتحب


هذا الواقع المرير لعالمنا العربي اليوم والذي يعاني من التشرذم والتفكك والتردي والانهيار وهذه الأوضاع المزرية والماساوية هي التي دفعت شاعرنا
الفلسطيني الكبير سميح القاسم للرد على الشاعر السوري فخري البارودي مؤلف النشيد واوحت له بكلمات اخرى على نفس الوزن والقافية:
بلاد الرعب اوطاني من القاصي الى الداني
ومن خوف الى خطر ومن منفى الى الثاني
بلاد العرب اوطاني تدمر كل بنيان
ومن الم الى قهر الى بؤس وحرمان
وكم نزحوا وكم لجأوا وتاهوا دون عنوان
بلاد العرب اوطاني وموت دون أكفاني

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبقوة على امتنا العربية هو: الى متى ستبقى هذه الفرقة والتردي والانقسام في عالمنا العربي الذي صار اليوم اشبه بمن
لا يسمع ولا يشعر ولا يتكلم وكأنه مقعد لا حول له ولا قوة مع انه يمتلك من الامكانات والطاقات البشرية والثروات الهائلة كالبترول العربي الذي يعد من اكبر مصادر القوة في العالم والذي لو احسن استخدامه لتمكن عالمنا العربي من حل معظم قضاياه الوطنية والسياسية ومشكلاته الاجتماعية والاقتصادية.

ونتساءل اليوم باستغراب : أما ان الاوان لعالمنا العربي ان يفوق من غيبوبته وينهض من سباته وتتضافر فيه الجهود ويساند بعضه بعضا في مواجهة هذه الظروف القاسية وهذه الأوضاع المأساوية الكارثية وهذه التحديات والمؤامرات الاستعمارية الخبيثة التي تحاك اليوم ضد الوطن العربي باكمله والتي باتت تهدد مصير ومستقبل كل قطر عربي وبلا استثناء.

رحم الله شاعرنا العربي ابراهيم اليازجي الذي كان رائدا من رواد النهضة العربية الذي قال في مطلع قصيدته الرائعة:

تنبهوا واستفيقوا ايها العرب
فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
ترى هل يستيقظ النائمون يوما على فجر جديد؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :