facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عاطفة وتهور وعقل


د. بسام العموش
02-09-2024 12:43 AM

لقيني شاب محترم بعد صلاة الجمعة وطلب الوقوف معي لدقائق فقال : نِعَمُ الله عندي لا تعد ولا تحصى ، مال وأسرة وصحة ، ولكنني أتألم لما يجري في غزة من ذبح لإخواننا صباح مساء في جريمة مستمرة أهلكت الزرع والضرع والحجر والأهم البشر ، وهذا هو ألمي فماذا افعل ؟ لمست فيه العاطفة والصدق والغيرة والأصالة والإنسانية والدم النقي لكن ما باليد من حيلة الا دعم الناس هناك بكل الطرق الممكنة فقد نص اسلامنا على الجهاد بالمال ، وأن من جهز غازيا" فقد غزا ، اما أكثر من ذلك فغير ممكن الان .

نعم شعور هذا الرجل هو شعورنا جميعا" ، وربما بعضنا لا يكتفي بما قلت لهذا المحترم الطيب المشتعل عاطفة وغيرة ، ولهذا يبدأ غير الراضي بالشتم والسب والمطالبة باختراق الحدود والهجوم على يهود ولا يدري هذا المتهور انه سيدخل ويدخلنا معه في أتون معركة لم نعد لها العدة ، وما العدة التي يمكن أن نعدها وسلاحنا من الغرب الواقف بالطول والعرض مع الصهاينة ، انه الغرب الذي لا يأبه لصداقة ولا علاقة بل هدفه مصلحته التي تقتضي دمارنا وعلو الصهاينة . المتهور سيصطدم بالجندي الأردني الطيب المكلف اليوم بحماية الوطن من مخدرات إيران في الشمال والشرق ، هذا الجندي لا يزايد عليه احد فقد حارب عام ٤٨ وعام ٦٧ وعام ٦٨ وعام ٧٣ وقدم الشهداء ، وإذا قال له المسؤول السياسي حارب فسوف يفعل .

نحتاج لمنطق ثالث في الأحداث الجارية وهو منطق يحترم العاطفة ولكن لا ينطلق منها وحدها ، انه منطق يؤمن بالغيرة ولكن يبرمج لها ولا يسير خبط عشواء ، منطق يحسب بدقة ولا يبحث عن بطولة مزعومةومدح زائف دون ادراك العواقب والنتائج .

لنكن صرحاء ولنمسك الورقة والقلم لنعلم عدد السنين والحساب فنحن أمة إقرأ، ونحن أمة واعدوا وليست أمة اهجموا دون إعداد ، ليست أمة الغارة والهياج بل أمة الدقة والعقل واللب والحجى " أفلا تعقلون " لا توصلوا الناس بعواطفكم إلى لحظة القول

" أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض" . لقد حارب العرب عام ٦٧ يريدون حيفا ويافا فضاعت الضفة الغربية ، وصرنا نطالب بنابلس والخليل ونسينا حيفا ويافا ، وإذا حصل مكروه للأردن فسوف نطالب بعودة السلط والكرك وإربد وننسى نابلس والدليل. انتبهوا فالمخطط رهيب من مثلث الأعداء : الغرب والصهاينة والملالي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :