المسجد الأقصى .. أول بوصلة أشارت إلى طريق الله
معتز بالله عليان
01-09-2024 11:33 PM
تلك البقعة من أرض فلسطين العربية، الممتدة فيما يقارب سدس مساحة البلدة القديمة من مدينة القدس التي اصطفاها الله لتحتضن خطى أنبيائه، حتى أصبحت كل زاوية منها وكأنها صفحة من صفحات كتاب التاريخ الخالد لهذه الأرض، تشهد على عروبتها وإسلاميتها، كما تروي لنا كل حجارتها وأعمدتها وجدرانها معاناة من نوع آخر.. نوع لا يدركه أو يشعر به إلا من تعلقت روحه بمسجدها الأقصى، فما أشد الأنين حين تنطق به حجارة مباركة، وما أعظم الخطب حين تتوالى حوادث الانتقام والتدمير لأولى قبلتي المسلمين، ومحاولات المتطرفين المارقين على تلك الأرض للنيل منها وتهويدها.
بين فترة وأخرى يخرج علينا أحد رموز الاحتلال الصهيوني الجائر لفلسطين بزيارات أو تصريحات استعراضية مستفزة حول وضع المسجد الأقصى وتوأمه في القداسة مسجد قبة الصخرة، فذا يدنس باحاتهما الطاهرة بخطاه، وذلك يهدد بنسفهما وتسويتهما بالأرض، ومنهم من تمتد أيديهم – ألا ِتبت أيديهم- لتلمس موضع براق نبينا حيث حطً به في رحلة الإسراء والمعراج، زاعمين بأنه حائط مبكاهم، أو أي تسمية ما شاءوا أسموه. وأخيراً، يتجرأ أحد ركائز الحكومة المغتصبة الفاشية الإسرائيلية على التصريح بمخططه بأنه يعتزم إقامة كنيس يهودي لصلوات محرّفة على أنقاض مسجدنا وأولى قبلتينا نحن المسلمين..
إن هذه المخططات الاستفزازية والتصريحات المجنونة لا تدرك حجم تعلقنا الروحي بقدس أقداس بقاع الدنيا، وعلى ما يبدو أن من يطلقها قد فشل حد الانحطاط في قراءة وفهم ما جرى لكل من حاول مجازفاً ومتوهماً بالانتصار تغيير ملامح هذه المساحة في القدس، أو تحريف مواضع الكلم النافذ في قول الله تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله"، أو حرف بوصلتنا الأولى التي أشارت إلى طريق التوحيد، والإسلام، واختارت هذه الأرض لتكون أرض المهبط والرباط والمحشر..
شئتم أم أبيتم، فهذا مسجدنا، ومسرى رسولنا الكريم... واحذروا من تاريخ لا يكرر نفسه بل تذكركم أخباره كيف طردكم سيدنا عمر بن الخطاب من مدينة القدس، ومن بنى هذا المكان الطاهر منذ آلاف السنين ليكون أول بناء للتوحيد الإلهي على وجه هذه البسيطة، ولم يكن لكم ذكر أو كنتم نسياً منسياً.
سيبقى الأقصى فلسطينياً عربياً إسلامياً... ما بقيت شعوب الأمة الإسلامية حية ولو كره الكافرون...