البشير: الهدف أردن أقوى والبرلمانات لا تبنى الّا بأحزاب قوية (صور وفيديو)
01-09-2024 08:40 PM
عمون - أكدت النائب السابق والمرشحة رقم واحد في القائمة الوطنية لحزب إرادة، دينا البشير، أن الهدف الأول دائمًا هو أردن أقوى، وأنّ البرلمانات القوية لا تبنى الّا بأحزاب قوية، تحمل رُؤية رامجية، تتجاوَزُ الفرد لتخلِق من الجماعةِ قوة.
وقالت في كلمتها خلال مهرجان حزب إرادة أمس السبت في محافظة البلقاء، إنَّ العملَ البرلمانِي لا يُبنى بجهُودِ الأفرادِ وحدَهم، بل تحتاجُ الأمَّةُ إلى حواضنٍ سياسيةٍ للعملِ البرامجِي وأن تكُونَ المُحركَ الأساسِي للتشريعِ والرقابةِ والسياسات الحكومة.
وتاليَا الكلمة الكاملة للنائب السابق البشير:
السيدات الفضليات... السادة الأفاضل
الأهل والعزوة... الأصدقاء والزملاء الأعزاء...
الدعامين والمؤيدين... يا من طوّقتم أعناقنا...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مرَّت الأعوامُ كَمَرِّ السَّحاب، أربعةُ أعوامٍ مضَت على وُقوفِي بينَكُم؛ فِي أُولَى خُطُواتِي علَى دَربِ النيابَةِ عَام 2020، وكأنَّها كانَت بِالأمسِ القَريب...
لن أنسَى دعمَكُم ومُؤازرتُكم، ولا كيفَ كُنتُم صَفًا واحِدًا لاَ يَلِين.
المنازِلُ التِي فَتَحَت أبوابَها بِكَرَم، والقُلوبُ التِي استَقبَلتنِي بِحَفاوَة والمُؤازَرَةُ التي شَحَذَت عَزِيمَتي، ومَنَحتني القُوّةَ والثِقةَ لِخَوضِ غِمارِ الانتخابات...
أربعةُ أعوامٍ انقَضَت، والعملُ خِلالَها كان جادّاً، وِالنِيّةُ فِيهِ كانَت خَالِصةً لوجهِ اللهِ تعالى، أُشهِدُ اللهَ أنَّنِي سَعَيتُ بِكُلِّ مَا أُوتِيتُ مِن قُوَّة؛ لأكُونَ النائبَ الذِي تتَطَلَّعُونَ إليه، ويُرضِي الضمير... نائبًا يحمِلُ هَمَّ الوَطنِ بِأسرِه، لا يغفَلُ عَن دورِهِ التشريعِيّ والرقابِي، يحمِلُ أمانَةَ النيابَةِ بإخلاصٍ وتَفانٍ، ويتنزّهُ عن كُلٍّ مطامِع شخصية، واضِعًا بلادَهُ وتُرابَها في قِمَّةِ أولَوياتِه، مُستجِيبًا لِمطالِبِ وحاجاتِ أهلهِ وتحدِّياتِ وطنِه؛ من مُنطلقِ المسؤوليّة والواجِب، ومن بابِ التكلِيف لا التشريف.
إنَّ العملَ البرلمانِي لا يُبنى بجهُودِ الأفرادِ وحدَهم، بل تحتاجُ الأمَّةُ إلى حواضنٍ سياسيةٍ للعملِ البرامجِي؛ وأن تكُونَ المُحرّكَ الأساسِي للتشريعِ والرقابةِ والسياسات الحكومية.
فالأحزابُ تُفرِزُ حالةً سياسيّةً تنبِضُ بِالتَناغُم، وتتشابَكُ فيما بينها لتحقيقِ المصالحِ العامة، وتستمِدُّ مرجعيَّتَها مِن مشاريعٍ تُوفِّرُ دِقّةً في التشخيصِ، وخِططًا تنفيذيَّة، بعيدًا عن الاجتهاداتِ الفرديّةِ والتجربةِ والخَطأ، بل لِلرؤيةِ الواضحةِ والهدفِ الجَلِيَّ، ولتعاوُنٍ يرفَعُ شأنَ العملِ التشريعي، ويجعَلُ منهُ أداةً للإصلاحِ والتغيير، فالبرلمانُ القَوِيُّ لاَ يُبنَى إلاَّ بأحزابٍ قويَّة، تحمِلُ رُؤيةً برامجية، تتجاوَزُ الفردَ لِتخلِقَ مِنَ الجماعَةِ قُوَّة، ومِن الهَدفِ مَسارًا، ومِن الرُّؤيةِ واقِعًا، ومِن الحُلمِ حَقِيقةً.
التغييرُ لا يُصنَعُ بِالتمنِّي ولاَ يتحقَّقُ بِالأمانِي، بل يُبنَى بِالعزمِ والعملِ الدَّؤُوب، والتخطِيطُ السليمُ والمُتابعةُ الحثيثة. نستمِدُّ مِن التَّحدياتِ قُوَّةً، ومِنَ الصِّعابِ إرادَة ونَصوغُ مِن ألَمِ الأمَسِ أمَلًا للغدِ المُشرِق، ونُحوِّلُ الأحلامَ لِواقعٍ نَابضِ بِالحَياة.
هدفُنا أُردنٌ أقَوى، ننعَمُ فِيهُ بِدَولةِ مُؤسَّسات، ونُقدِّمُ فيهِ للمُواطنِ أفضلَ الخدَمات وطنٌ يحتَضِنُ الجمِيع، يأخُذُ فِيه كُلُّ فَردٍ حَقَّه من التَمكِين، والرعايَةِ في كافَّةِ مَجالاتِ الحياة.
في تعميقِ تحوُّلِنا الدِيمقراطِي نُناضِلُ مِن أجلِ تعليمٍ يفتَحُ العُقول، وصِحّةٍ تحفَظُ الأبدان، واقتِصادٍ يُنصِفُ الجَميع. نُريدُ دَولةً تُقدِّمُ الإنسانَ على الامتيازات، والعدالَةَ على المَصالِح. دولةً تُعِيدُ تَعريفَ القُوةِ علَى أنَّها خِدمةٌ لِلناس،لاسَيطَرةٌ عليهِم.. ولن نرضَى أن يُهمَّشَ أيُّ فَردٍ فِي المُجتمع...
في طريقِنا نحوَ تعميقِ الديمقراطيَّة، نتعهَّدُ في حزبِ إرادة أن نكونَ حُرّاسَ الحُرِيّة، وجُنودَ الحَقّ، وصُنّاعَ المُستقبل فالدِّيمقراطيَّةُ فَنُّ إدارَةِ الاختِلافِ لا ترويِضُه، وهي مَسارُ التقدُّمِ لا التَراجُع، نحنُ، على هذا الدربِ ماضُون، وعلَى هذا العَهدِ باقُون... الديمقراطيَّةُ رسالَتُنا، وَالوَطنُ غَايَتُنا...
وأنا اليوم، إذ أشكرُ حزبَ إرادة؛ على دعوتهِ لإقامةِ هذا المهرجانِ المَهِيب، كما أشكرهُم على اختيارِي على رأسِ هذهِ القائمة الحزبية الوازنة، مُقدّرةً ومُتشرّفةً أن أكونَ بمَعيّةِ قاماتٍ وطنية ضَمّتها قائمةُ حزبِ إرادة، أمثال: الأمين العام معالي الأستاذ نضال فيصل البطاينة؛الذي آثرَ على نفسهِ أن يكون رقم (41) على القائمة الحزبية العامة، في رسالةٍ فريدةٍ ليسَ كَمِثلِه أحَد، وأُحييّ الزميل الدكتور خميس حسين عطية، لاوالزميل المهندس أحمد عيسى العدوان، والزميلة أسماء عبد الفتاح أبوالجود، كما أُحيّي كافَّةَ مُرشَّحِي حِزب إرادة على القوائمِ المحليّةِ لمُحافظةِ البلقاء، وأطلبُ الدَّعمَ لهُم أيضاً والذينَ لهُم مِنِّي كلُّ الاحِترامِ والتقدير.
كما أحيّي كلَّ الداعمين من أبناءِ وبناتِ مُحافظة البلقاء... الذين جاؤوا من كافّةِ ألويتِها.. الشونة الجنوبية، دير علا، عين الباشا، ماحص والفحيص، والسلط؛ المنبت... والأصل... الجذر... والغرس وجوارها.
لا أقِفُ اليومَ معكم، لاكباقِي اللقاءاتِ والمَهرجانات؛ مُرشَّحةً عن القائمةِ الحزبية العامة لحزب إرادة فقَط، بل أقِفُ في بيتِي وبينَ أهلي، داعِمةً لحزبِ إرادة الانتخابيّةِ العامَّة، مُتوكِّلةً على الله تعالى، مُستنِيرةً برأيِكُم ومشورتِكم، فأنتُم كنتُم ولا زلتُم تمدُّوني بِالعزمِ يا أهلَ العزم...
وتغمُرُني السَّعادةُ والغِبطة، مُستبشِرةً بثقةِ مَن حولِي حين أرى الابتسامَةَ على مُحيَّاهُم الجمِيل أتسلَّحُ بإرِثِ الآباءِ والأجداد. أستمِدُّ العَزمَ والإرداة من حزبِ إرادة، ومن صوتكُم الحُرّ الذي عرفتُهُ عالِياً أبِيّاً، يمثّلُ كافّةَ أطيافِ مُجتمَعِ البلقاء كافّةِ فئاتِهِ العمرية...
وأختِمُ برسالةِ حُبٍّ وإجلالٍ مِن الأُردُنِّ إلى فِلسطِين رسالةٌ من قَلبٍ ينبِضُ بِعِشقِ الأقصَى، ومن رُوحٍ لا تَعرِفُ إلاَّ الأنفةَ والكَرامة...
من أرضِ الأُردُنِّ التي تُعانِقُ أرضَ فِلسطين؛ لاكما تُعانِقُ السَّماءُ الأرض، ومِن شَعبٍ أردنِيٍ يحتضِنُ القضيّةَ، كما يحتضِنُ القَلبُ النَّبض...
ولأنَّ جُرحَ غزّةِ ينزِفُ في الحواضر والقرى الأردنية... أؤكِّدُ لكم أنَّ صوتَ الحقِّ يعلُو ولا يُعلى عليه، والكلمةُ واضِحة: "نحنُ معكم، في صمودكم، في نضالكم، وفي كفاحكم المُستمر؛ من أجلِ الحريةِ لفلسطين والكرامة للأمةِ العربية."...
سنجعلُ من دِماءِ الشُّهداءِ قَصائِدَ تُغنَّى لِلأرضِ والشَّجر، للبحرِ والنّهر، وللمُقاومين الذين لا يَلِينُون، وللشهداءِ الذين ارتَقَوا لِيكونُوا نُجومًا في سماءِ الحُريّة، شُعلةً تُنيرُ الدَّربَ لكُلِّ مَن يَسِيرُ على طريقِ الكرامةِ والعزة.
دُمتمُ لنا، ودمتُم لِلوطنِ سَندًا وذُخرًا، وسنبقَى معكُم في كُلٍّ خُطوةٍ على دربِ النِّضال.. حمَى اللهُ الأردُنَّ وأدامَ عليهِ نِعمةَ الأمنِ والأمان، وباركَ قيادتَهُ الهاشمِيَّةِ؛التي تقودُ الأمّةَ بِالحِكمةِ والبَصِيرة، لتَنعَمَ الأرضُ بِالسَّلامِ والاستقرار....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.