ومضت بلا ذكرى .. 64 عاما على استشهاد هزاع المجالي
د.بكر خازر المجالي
31-08-2024 11:36 AM
هناك سببين رئيسين لاغتيال هزاع المجالي يوم الاثنين 29 آب 1960:
الأول : أراد للاردن جيشا قويا وأن يحقق مصالح وطنية اساسية، مع ادراكه ان للاردن نوعين من الاعداء: الاول من يريد ان يجرف الاردن باتجاه الناصرية والمعسكر الشيوعي. والثاني: من يريد أن يبقى الاردن ضعيفا وبعيدا عن اي تحالف اقليمي مثل مشروع حلف بغداد.
واما السبب الثاني: انه كان في وسط ينادي بقيام دولة فلسطينية، وكانت كل اشكال المناداة هي خادعة، ولا يريدون اقامة دولة فلسطينية، لكن هزاع اتخذ اشجع قرار قبل اغتياله باسبوع بأن طلب من وزير الخارجية موسى ناصر ومدير التوجيه الوطني وصفي التل المشاركين في مؤتمر شتورا بخصوص الدولة الفلسطينية أن يعلنا في المؤتمر قبول الاردن ودعمه لقيام دولة فلسطينية.
هذا الموقف لم يصدر من زعيم عربي او اية جهة رسمية بهذه الصورة، وكان الاردن يتولى ادارة الضفة الغربية والتي كانت تشكل اساسا فيها مقومات الدولة الفلسطينية من الارض والشعب والامكانات والقيادات الفلسطينية "والاردن فتح باب التجنيس بالجنسية الاردنية للفلسطينيين خارج الاردن"، وهذا كان مشروع هزاع الذي يريد استثمار وجود الضفة الغربية تحت الادارة الاردنية لأن تتحول الى دولة فلسطينية خاصة ان هناك وزراء فلسطينيين وقيادات من كل مستوى عدا على ان باب التجنيد في الجيش والاجهزة الامنية كان مفتوحا على مصراعيه للفلسطينيين وربما كانوا يشكلون اكثر من 35% من الجيش الاردني ومن مختلف الرتب حينها.
توفرت كل هذه العناصر وكان هذا هو مشروع هزاع الاساسي الذي قتله.
وكان للشهيد وصفي التل مشروعا مماثلا يقوم على اساس بناء الماقومة للعدو وايضا السعي للدولة الفلسطينية.
ولا زالت اسباب اغتيال القيادات خاصة الفلسطينية يقوم على اساس من يقترب من الدعوة لقيام دولة فلسطينية يكون مصيره التصفية، ومن يكون مشروع زعيم وطني في المستقبل يدعو لقيام الدولة يكون مصيره التصفية وشهدت عمان بعض حالات الاغتيال، وبالتالي لا يستشهد في سبيل فلسطين الا المخلصين للارض والشعب، وحتى هناك اغتيالات عربية عربية في خدمة المشروع الاحتلالي بين المفكرين والكتاب والصحفيين والسياسيين.
الشهيد هزاع في ذكراه الرابعة والستين هو أكثر من شهيد، وكان الاغتيال لوقف مشروعه، بل اكثر من مشروع وطني اردني ومشروع اقليمي اردني، ومشروع فلسطيني من اجل الدولة.
تمضي ذكراك "هزاع" بلا ذكرى، فهل وصل مشروع الاغتيال حتى الى الذكرى.