في وقت تتصاعد فيه الأزمة بشكل مخيف في الأراضي الفلسطينية، يظهر جلالة الملك عبدالله الثاني كصوت العقل والضمير الإنساني في منطقة تعصف بها الرياح العاتية للتطرف والعنف.

الملك، برؤيته الحكيمة ودعمه الثابت للسلام، يحذر من خطورة التطورات في الضفة الغربية ويؤكد أن التصعيد لن يجلب سوى المزيد من الدمار والمعاناة.

لقد كانت مواقف جلالة الملك تجاه القدس وفلسطين دائماً ثابتة وواضحة، عندما يحذر جلالته من هجمات المستوطنين والانتهاكات في القدس، فهو يعلن أن المقدسات ليست مجرد مواقع دينية، بل رموز للسلام والتعايش المشترك، فتأجيج العنف عبر هذه الهجمات لا ينذر فقط بكارثة إنسانية، بل يهدد أيضاً النسيج الاجتماعي للمجتمع الدولي.

يجب أن تُدرك الولايات المتحدة الأمريكية أن دورها ليس مقتصراً فقط على الدعم العسكري والسياسي، بل يجب أن يشمل أيضاً الجهود الإنسانية والدبلوماسية.

يطلب الملك وبحسم وقوف أمريكا إلى جانبه في الدعوى لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، كما يجب أن تكون واشنطن فعالة في جهود إعادة السلام، لا مجرد متفرج على دمار إقليم لا يحتمل المزيد من الألم.

لم يكن لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد مع وفد الكونغرس الأمريكي فرصة ضائعة للشكوى من الظروف الحالية، بل كانت فرصة لتجديد شراكة استراتيجية تهدف إلى احتضان الاستقرار ودعم الأردن، كحصن للأمان في منطقة غير مستقرة، فالدعم الأمريكي للأردن ليس مجرد واجب إنساني، بل استثمار في الأمن العالمي.

الحلول الجذرية للأزمات تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار وإعادة بناء الثقة عبر حوار شامل ومسؤول، كما أكد الملك، يجب أن نتحرر من سياسات التطرف والتصعيد، ونسعى نحو سلام عادل وشامل يستند إلى حل الدولتين.

فاليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن في حاجة إلى أصوات مثل صوت جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يقول دعونا نبني تحالفاً دولياً يسعى للسلام والاستقرار، ولنؤكد للعالم أن القدس وفلسطين هما في قلب الإنسانية. دعونا نعمل جميعاً لتحقيق العدالة، وإحلال السلام، وتضميد جراح الشعوب المنكوبة.

لننتهج الإنسانية، ولنحول دعوات جلالة الملك عبدالله الثاني إلى عمل ملموس ودائم.