عمون - إختتم وفد مجلس الأعمال الأردني في دبي برئاسة الدكتور أحمد ذوقان الهنداوي، رئيس المجلس، لقاءاته مع مسؤولين في المملكة إستمرت لمدة أسبوعين، وذلك لبحث أوجه تفعيل العلاقات الإقتصادية بين المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة وعرض خارطة طريق التميز الوطني 4X4 ، والتي قام رجال الأعمال الأردنيون في الإمارات بإعدادها بهدف تفعيل مشاركتهم في تنفيذ برامج الإصلاح الإقتصادي والإداري والسياسي والتي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم، ومتابعة حثيثة من قبل سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني المعظم. حيث شملت اللقاءات رئيس مجلس الأعيان ووزير الإستثمار وسعادة القائم بأعمال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس ومدراء صندوق إستثمار أموال الضمان وأمين عمان ورئيس وأعضاء غرفة صناعة الأردن.

أوضح الدكتور الهنداوي خلال هذه اللقاءات بأن المغتربين الأردنيين بشكل عام، والذين يشكلون 20% من سكان المملكة، ورجال وسيدات الأعمال الأردنييين في دولة الإمارات العربية المتحدة ودبي على وجه الخصوص، ليدينون بالولاء والإنتماء لوطنهم الأعز الذين يعشقون ثراه الطاهر وقيادتهم الحكيمة وشعبهم الطيب ويتوقون لرد ولو شيء بسيط من جميل وأفضال وطنهم عليهم، وانهم تواقون للمشاركة الفاعلة في تنفيذ برامج التحديث الإقتصادي والإداري والإجتماعي التي يقودها ويرعاها جلالة الملك المعظم، وبمتابعة حثيثة من قبل ولي عهده المحبوب.

وأوضح الدكتور الهنداوي بأن خارطة طريق التميز الوطني 4X4 قد تم إعدادها من قبل مجلس الأعمال الأردني في دبي من خلال مشاورات ومداولات واجتماعات وورش عمل مكثفة مع عدد كبير من رجال وسيدات ورياديي الأعمال في دبي والإمارات الشمالية، ممثلين عن كافة القطاعات الإستثماراية الأردنية فيها. وأن خارطة طريق التميز الوطني في الأردن 4 X 4 تحتوي على أربعة محاور وهي: محور التنمية الإقتصادية، محور التنمية الإدارية، محور المسؤولية المجتمعية، محور التنمية السياسية. وفي كل محور من هذه المحاور أربعة مشاريع ومبادرات وطنية إستراتيجية رئيسية ذات أولوية وأثر كبير يمكن لمجلس الأعمال الأدني في دبي وأعضائه المشاركة المباشرة والمساهمة الفعلية في تنفيذها. كما يحوي كل محور على أبرز أربعة تحديات ومعوقات (تشريعات، إجراءات، وضرائب...إلخ) يمكن للحكومة الأردنية أن تأخذ دور الريادة قي معالجتها وتذليلها وتصويب أوضاعها بما يمكن من تنفيذ هذه المشاريع الإستراتيجية، ليتم تنفيذ كافة هذه المبادرات والمشاريع الإستراتيجية وإزالة كافة المعوقات التي تعيق تنفيذها خلال الأربعة سنوات القادمة، ومن هنا جاءت التسمية "خارطة طريق التميز الوطني في الأردن (4 X 4)".

وأكد الدكتور الهنداوي بأن خارطة طريق التميز الوطني في الأردن (4 X 4) لا تتعارض على الإطلاق مع برامج التحديث الإقتصادي والإداري والسياسي التي يقودها جلالة الملك المعظم، ولا تشكل بديلا عنها، بل على العكس تماما، فإنها تدعمها وتقويها وتساهم بشكل مباشر في تنفيذها وتحقيق تكامليتها. فعدد كبير من هذه المشاريع والمبادرات التي حددتها الخارطة متضمنة في برامج التحديث الوطنية، والبعض الآخر يساهم في نحقيق تكامليتها وتدعيمها وتقويتها. حيث تم تحديد هذه المشاريع وأولوياتها استنادا لمدى مواءمتها مع برامج التحديث الوطنية ومدى أثرها في نحقيق أهداف هذه البرامج، إضافة إلى مدى إمكانية تنفيذها خلال الأربعة أعوام القادمة، وبما يجعل لها أثرا ملموسا على الأرض ويساهم بالتالي وبشكل كبير في تحسين البيئة الإستثمارية والمعيشية للمواطنين وبالتالي تحقيق رضى وسعادة المواطنين والمستثمرين على حد سواء.

من أبرز المشاريع والمبادرات الوطنية الإستراتيجية ذات الأولوية والأثر الكبير والتي يمكن لمجلس الأعمال الأردني في دبي وأعضائه المساهمة المباشرة في تنفيذها مشاريع : ألمساهمة في إنشاء المدينة الجديدة والقرى الخضراء الذكية، والمساهمة في إنشاء سكة الحديد الوطنية، وإنشاء الشركة الوطنية للتعدين لتكون الرافعة الرئيسة لاستغلال الموارد الطبيعية غير المستغلة يشكل كامل لغاية الآن مثل الفوسفات والنحاس والبازلت، ومبادرة مدرستي لبناء عشرات المدارس في المملكة والشراكة مع وزارة التربية، وإقامة مشاريع السياحة العلاجية الكبرى بالشراكة مع أكبر المؤسسات الصحية في العالم، بالإضافة لمساهمة رجال الأعمال الأردنيين في دبي في تنفيذ مشاريع الامن الغذائي (المزارع الكبرى) والأمن المائي (الناقل الوطني)، وإنشاء صندوق إستثماري للمغتربين بمشاركة صندوق إستثمار أموال الضمان الإجتمماعي. إضافة إلى تقديمهم وتوفيرهم للخبرات الأردنية الكفؤة والمؤهلة العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في تنفيذ برامج التحديث اللإقتصادي والإداري وخاصة فيما يتعلق بمبادرات التنافسية العالمية ومنظومة الخدمات الحكومية السبعة نجوم وطريق الرقمنة السريع للأعمال الحكومية (في مجال التنمية الإدارية).

من جهتها استعرضت وزير الإستثمار، خلود السقاف، خلال لقائها بوفد رجال الأعمال الأردنيين في دبي أبرز ملامح رؤية التحديث الإقتصادي والتي تهدف إلى مضاعفة النمو في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5.5%. كما أكدت على دور الاستقرار السياسي والاقتصادي في جعل الأردن بيئة جاذبة للاستثمار، مشيرة إلى تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 2.6% في عام 2023، واستعرضت الوزيرة أبرز إنجازات الوزارة والتي اشتملت على قانون الإستثمار الجديد وقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ، وأوضحت جهود الوزارة في التحديث الإداري الداخلي من خلال خدمة المستثمر والرعاية اللاحقة وأتمتة 95% من خدمات الوزارة. كما استعرضت الإعفاءات الجمركية والتخفيضات الضريبية التي تقدمها الوزارة لتحفيز الاستثمار، وأكدت على اهمية توطين استثمارات المغتربين في بلدهم الأردن، وتقديم الوزارة لكافة أوجه الدعم والرعاية اللاحقة لانشطتهم الاستثمارية. وقامت الوزيرة بإطلاع الوفد على جهود الحكومة ووزارة الاستثمار خلال العاميين الماضيين في دعم القطاع الخاص وتهيئة مناخ الاستثمار وتوائمها مع رؤية التحديث الاقتصادي 2033، إضافة الى اهم المزايا والحوافز التي تضمنها قانون البيئة الاستثمارية لعام 2022، واستراتيجية الترويج 2023 – 2026، ومنصة استثمر في الأردن INVEST.JO والتي تشمل معلومات عن 17 ملف قطاعي وخارطة استثمارية تضمنت 39 فرصة استثمارية بحجم استثمار يفوق 4.5 مليار دولار امريكي. ⁠ وأوضح مدير الترويج في الوزارة، بلال الحموري، جهود الوزارة في ترويج وجذب الاستثمار ل 42 فرصة استثمارية و17 ملف قطاعي وقام باستعراضها أمام الوفد.

وخلال لقاء رئيس صندوق الإستثمار، الدكتور عز الدين كناكرية، ومدراء الصندوق مع وقد مجلس العمل الأردني في دبي، أوضح الدكتور كناكرية طبيعة عمل الصندوق واستثماراته وأبرز إنجازاته، بالإضافة الى بحث اوجه الشراكة الممكنة بين رجال الأعمال الأردنيين في دبي والصندوق في المشاريع الاستثمارية، حيث استعرض رئيس صندوق أبرز مؤشرات الأداء المالي للصندوق للنصف الأول من عام 2024، والتي بلغت موجوداته حوالي 15.5 مليار دينار أردني. بالإضافة إلى استثمارات الصندوق المتنوعة في القطاعات الحيوية والمنتشرة في مختلف أنحاء المملكة، بالإضافة الى المشاريع التي تنفذها الشركات المملوكة للضمان الاجتماعي. وأكد كناكريه على أهمية توطين استثمارات المغتربين الأردنيين في المملكة، ودور رجال الاعمال الاردنيين في الخارج في جذب استثمارات اجنبية جديدة للمملكة. واضاف أن الصندوق يُعد "الشريك المفضل" للقطاع الخاص في العديد من الاستثمارات الناجحة مشيرا الى ان أبواب الصندوق مفتوحة للتعاون مع المجلس في مختلف المجالات. من جهته، ثمن رئيس مجلس رجال الاعمال الاردنيين في دبي والامارات الشمالية، الدكتور احمد الهنداوي، الجهود التي يبذلها الصندوق في الحفاظ على موجوداته وتنميتها، وتحقيق أفضل عوائد ممكنة لتمكين المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي من الإيفاء بالالتزامات المالية والمستقبلية تجاه المشتركين. كما أثنى على حرص الصندوق على استثمار موجوداته وفق أسس مهنية، ضمن توزيعات مدروسة قطاعيًا وجغرافيًا، وتأثير ذلك على نمو الاقتصاد الوطني. وقال الهنداوي إن مجلس رجال الأعمال الأردنيين في دبي يسعى لبحث فرص شراكات مستقبلية متنوعة مع صندوق الاستثمار وفي الاستفادة من شبكة علاقات المجلس لتشبيك المستثمرين مع الصندوق بهدف إقامة مشاريع مجدية. واتفق الطرفان على أهمية مواصلة الحوار والعمل المشترك لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الخارجية، بما يعود بالنفع على الصندوق ورجال الاعمال الاردنيين في الخارج.
من جهته قام أمين عمان الكبرى ، الدكتور يوسف الشواربه، أمين عمان، وخلال لقائه بوفد مجلس الأعمال الأردني في دبي بعرض حزمة من المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تطوير مدينة عمان كمدينة مرنة وخضراء وذكية ومنها تخصيص مليار دينار لمشاريع متعددة تشمل معالجة النفايات من خلال القطاع الخاص، وإتاحة الفرصة المستثمرين للمشاركة في مشاريع التطوير الحضري الكبيرة والصغير والمتوسطة التي تسعى الأمانة لتنفيذها تلبية لاحتياجات المدينة. ومن أبرز المشاريع التي تم التطرق إليها: مشروع تطوير مدخل دابوق ومشروع تطوير كوريدور عبدون. ومشروع مدينة السيارات ومسلخ عمان الجديد، وأشار الدكتور الشواربه إلى أهمية التعاون مع الصندوق الاستثماري الإماراتي الأردني في تنفيذ هذه المشاريع.

كما التقى الوفد مجلس إدارة غرفة صناعة الأردن برئاسة المهندس فتحي الجغبير، رئيس غرفة صناعة الأردن، رئيس غرفة صناعة عمان، حيث تم التركيز على أهمية تعزيز التعاون الصناعي بين الجانبين. وتم مناقشة القضايا التي تواجه القطاع الصناعي في الأردن، وأكد الجغبير على أن الغرفة تصدر منتجاتها إلى 48 دولة حول العالم، وأن القطاع الصناعي يسهم بشكل كبير في تقليل نسبة البطالة من خلال توفير فرص عمل، وتم استعراض واقع قطاع الصناعة في الأردن بكافة قطاعاته الفرعية وفرص الإستثمار فيه، وأبدت الغرفة استعدادها لوضع كافة إمكاناتها تحت تصرف رجال وسيدات الأعمال الأردنيين في دبي وأتها مستعدة لتقديم المشورة الفنية لهم في أية توجهات إستثمارية لهم في الأردن، إضافة إلى الاستفادة من تجارب وشيكة مجلس الأعمال الأردني في دبي والإمارات الشمالية لتعزيز الفرص التصديرية للصناعات الأردنية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي ختام زيارته تشرف الوفد بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم في الديوان الملكي الهاشمي العامر، وقام باستعراض أبرز نتائج الزيارة أمام سموه.

وشارك في الزيارة، وجاهيا وعن بعد، عاصم العبابنة، القنصل الاردني في دبي، ومجموعة من كبار رجال وسيدات الأعمال الأردنيين في دبي ومنهم فارس أبو بكر وعزت الدجاني ومحمد الشوابكة ونادر النشاش ومعتصم الداعور وسامي المفلح وأيمن عياش ود. عدنان أبو حمور وأحمد وحمزة الهنداوي وعبد الله الشنابلة ومنهل نصر والدكتور أحمد الشقران وعبد الحمبد الأعرج ود. مي عبد الحليم وبشار الكيلاني وبلال العناني وإحسان قطاونة وأكرم حمدان وزيد دروزة وإبراهيم الكايد وإبراهيم أبو زيد وهاني إدريس وسمير قطيشات ودانا النجار.