facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أهل غزّة ليسوا أبطالا !


فيصل سلايطة
29-08-2024 07:44 AM

قد تُعيد قراءة العنوان ، قد تبدأ بنسج كلمات الشتم و الشجب ، قد تظنّ بأنّ هذا الكاتب الأرعن يرقص على جراح المنكوبين و يرشّ الملح على جراحهم ، قد و قد و قد...و لكن..

اعتدنا عند قراءة الروايات الخيالية التي تحكي قصصا عن بطلات و ابطال أن نتأثر بهم ، أن تصبغ الرواية أو المسلسل أو الفيلم شيئا من التعاطف و الذهول من مجريات المحتوى ، ليتم بعدها تسمية كل عاشق بروميو و كل معشوقة بجولييت ، فننتهي من الرواية و نقلب صفحات أو قنوات التلفاز و ننسى.

أما أهل غزة ، فاستماتتنا في اظهارهم خارقين لم يساعدهم بل ضرّهم ، فتارة تخرج مقاطع لشباب يستخلصون الماء من بئر سطحي و تارّة صورة لأم تطبق على ضوء الشمعة و غيرها ، و كأنّ الحلول دائما بين أيديهم ، كأنّ الدمع محرّم عليهم ، فيا عالم عربي و غربيّ و يا أمم متحدة لا تتعجّلي ، فهم خارقون فوق العادة و لا يملّون من اعادة يومية لافعال عنوانها الشقاء!

نحن العرب خياليون في طبعنا عندما نريد أن نوصف تحمّلنا و انتصاراتنا حتى تلك "الآنية"، هذا الكبرياء قد ينفع بشكل مؤقت ، لكن على أرض الواقع، الناس قد تعبت، الناس قد هلكت ، الناس قد مسّها الجوع و العطش ، حتى أصبحت جلود الاطفال حلبات مصارعة للحشرات ، كلّ هذه المعاناة قد نلخّصها بكلمة " أبطال" بينما هم قد ملّوا البطولة و ينادون " بدي أرجع عبيتي " .

الرومانسية التي نتناول نحن العرب بها حاضرنا و مآسينا ليست جديدة ، فكم في التاريخ من عثرات غطّيناها بالنصر ، و كم من حروب و معارك صدحت اصوات النصر بها لتغطّي على صيحات الفشل.

"البطولة تُكتب بعد الحرب " البطولة لا تكتب على شعبٍ و هو تحت الحصار و الظلم و القهر و الكبت ، البطولة لا تعطى لمتسابق قبل أن يصل لشريط النهاية ، و الميدالية لا توضع في عنقه بينما يركض في المضمار.

نحن ساهمنا بشكل و آخر في تمييع الكارثة ، ساهمنا عبر لاوعيّ غير ناضج يصوّر الضحية على أنّها من الحديد لا تُكسر ، أهل غزة هم أبطال لكن الآن ليس وقت الاوصاف و التخدير ، يكفي ما يفعله الاعلام ، فصاروخ يخرج من غزّة تضج وسائل الاعلام برشقات تضرب تل أبيب ، لكن تناول الاعلام لها يعمل على تضخيم أثرها عند العدو المجرم و بالتالي تضخيم الانتقام و ردّ الفعل ، فمغفّل من يظنّ أن تل أبيب لا تشعر بالغيرة و القهر كطفل هُزم في لعبة شطرنج !

أهل غزة هم معنى البطولة ، لكن الآن وقت المساعدة ، وقت التركيز على دعمهم و ليس الخروج و الهتاف من اجلهم ، فلو كان في المريخ بشر لسمعوا صوت الشوارع التي خرجت من أجل غزة ، الآن وقت الدعم الحقيقي ، فهم بشر مثلنا يتألمون و اوجاعهم بالحزن مضاعفة...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :