آخر أخبار «خالد شاهين» في لندن أنه شوهد يشتري سيارة جديدة من طراز «جاكوار اكس جي»، والأخبار الصحيحة وغير الصحيحة تنهمر على رؤوسنا عبر «إيميلات» مجهولة المصدر.
في خبر آخر يقال إن «شاهين» اشترى ربطات عنق لأصدقائه بقيمة خمسة وعشرين الف يورو، وانه تناول الغداء مع نائب اردني في مطعم من مطاعم لندن الشهيرة، وهكذا يصبح لدينا شهود عيان اذكياء في كل حركة من حركات «شاهين» !
سبحان الله ..! هناك اردني ُيسّجل حركات «شاهين» في كل مطعم ومعرض سيارات ومركز تسوق وعيادة ومستشفى ومطار ومزرعة، يالقدرتنا الفذة في معرفة اخباره في لندن مع أننا لم نكن نعرف أخباره اساساً في عمان!
باتت القصة: أين يتغدى «خالد شاهين» ؟ وأين يتسوق ؟ وماذا يشتري ؟ وأين يتعشى؟ فمن تلقط أخباره في «هارودز» مروراً بشراء بذلة وصولا الى قصة «الجاكوار» وهكذا ستتوالى القصص يوماً بعد يوم !!
لا أحد يسأل السؤال التالي: إذا كان الرجل يعيش في لندن هل ُيتوّقع له ان يختبئ في شقة وسط لندن، او يتوارى في مزرعة في ريف «ويلز» او ُيسّجل في فصل دراسي في «اكسفورد» ؟!
ما فائدة رصد هذه التحركات إن صحت؟! وبما أن الرجل يعيش حراً طليقاً خارج الأردن علينا ان نتوقع كل يوم اخبار جديدة بخاصة أننا اكتشفنا -بعبقرية- أن هناك اردنيا في كل مكان يدخله «شاهين» يتصادف وجوده مع وجود الرجل!
هناك من يعتقد ان «شاهين» يتعّمد احراج المسؤولين في عمان، بهذه التحركات، وهناك من يعتقد انه من الطبيعي ان يتحرك بشكل عادي جداً ما دام يقيم للعلاج في بريطانيا،وهناك من يعتقد ان «شاهين» يحمل جنسيات اخرى، ولا تهمه كل هذه القصص.
وهناك من يعتقد ان هناك اختلاقا لبعض التحركات وفبركة لبعضها لإحراج حكومة «البخيت» التي أرسلته للعلاج خارج الأردن.
لا أعتقد أن «خالد شاهين» تهمه كل هذه الأخبار لسبب بسيط جداً فالرجل الذي أرسل للعلاج لم يوقع تعهداً بعدم الذهاب الى مطعم او مركز تسوق، او شراء سيارة او اصطحاب طفل الى مركز تسوق.
تسييل هذه الاخبار يراد منه القول إن الذين أخرجوه لم ُيخرجوه للعلاج، وليس أدل على ذلك من عيش «شاهين» بطريقة عادية، وظهوره في أماكن كثيرة وهنا «مربط الفرس».
مجلس النواب وجه مذكرة وقعها خمسة عشر نائباً من اصل مائة وعشرين نائباً، يطلبون فيها ان تأتي الحكومة إليهم لمناقشتها بخروج «خالد شاهين» والأرجح ان الحكومة لن توافق على هكذا طلب.
لن توافق لأن عدد الموقعين قليل جداً ولأن الحكومة لاتريد فتح جبهة على رأسها بشأن قضية «خالد شاهين» بخاصة أن كل المؤشرات تقول إن القضية باتت سياسية وليست اقتصادية.
نتشاغل بأخبار «خالد شاهين» الشخصية ونترك «جوهر القضية» وهذا الجوهر يقول ان المشكلة ليست بشراء بذلة ولا بعشاء بريطاني بارد إذ أن «الجوهر» كله يسألك بصوت مرتفع عن السر الكبير وراء الرجل.
التلهي بهذه التفاصيل مهزلة وكوميديا سوداء، لأن الرجل خرج في نهاية المطاف، ولم يهرب من السجن ليلا عبر نفق من انفاق سلحوب.
هكذا نحن طوال عمرنا نترك أصل القصة ونتلهى بالتفاصيل!!!
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)