بقاء الاحتلال يعني استمرار المقاومة
كمال زكارنة
28-08-2024 11:56 AM
هل بقيت خطوط لم يتجاوزها نتنياهو ،لقد تجاوز مجرم الحرب هذا كل الخطوط بجميع الوانها ،وكل المحرمات،ولم يترك شكلا ولا نوعا من الجرائم والمجازر والمذابخ الا وارتكبها ضد الشعب الفلسطيني،في قطاع غزة والضفة الغربية،فقد بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا في فلسطين منذ السابع من اكتوبر 2023 حوالي 42 الف شهيد وحوالي 95 الف جريح ،واكثر من عشرة الاف مفقود تحت الانقاض والركام ،اي اكثر من خمسين الف شهيد في اقل من عام ،والعدوان الاسرائيلي ما يزال مستمرا على الشعب الفلسطيني،وهذه الاعداد من الشهداء والمصابين مرشحة للارتفاع وبشكل متسارع في الضفة الغربية التي تتعرض حاليا لحرب اسرائيلية مفتوحة وشاملة ،وفي قطاع غزة التي تشهد عدوانا اسرائيليا وحصارا مطبقا للشهر الحادي عشر على التوالي دون توقف.
عدد الشهداء الفلسطينيين المرشح للزيادة كل يوم خلال احد عشر شهرا ،منذ السابع من اكتوبر الماضي وحتى الان،يعادل اكثر من اربعين بالمئة من الشهداء الفلسطينين الذين ارتقوا منذ عام 48 وحتى عام 2023 الذين بلغ عددهم 134 الف شهيد.
هذا العدد الهائل من الشهداء المرشح للزيادة يوميا وفي كل ساعة،خلال هذه الفترة القصيرة يؤكد حجم وعنف وضراوة العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني الذي ما يزال مستمرا ،وحجم المساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها الولايات المتخدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها لاسرائيل،ومشاركة هذه الدول الحقيقية في العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني.
ووفقا لمصادر عسكرية اسرائيلية، فان امريكا زودت اسرائيل بأكثر من خمسين الف طن من السلاح والذخائر لقتل الشعب الفلسطيني خلال الاشهر الماضية.
نتنياهو يرفض كل الحلول والوساطات والجهود والمساعي الرامية الى وقف الحرب ،وكلما احرز الوسطاء تقدما نسفه نتنياهو بمطالب وطروحات وافكار تعجيزية،وهو يتبع سياسة ابعاد واقالة وتحييد كل مسؤول اسرائيلي يعارضه او ينتقده وينتقد سياسته العدمية ومواقفه العبثية.
نتنياهو يتنمر ويتنمرد على الاسرائيليين وعلى العرب والعالم ،ويمارس العربدة المطلقة لانه لا يجد من يردعه الردع الكافي واللازم،ويحاول ان يفرض شروطا على الجانب الفلسطيني ،لم يستطع تحقيقها خلال العدوان العسكري على قطاع غزة ،للخروج بأي شكل من اشكال النصر الذي يبحث عنه،واصراره على البقاء في محاور جحر الديك "نتساريم" وسط القطاع ، وفيلادلفي جنوب القطاع على الحدود المصرية الفلسطينية،يعني احتلال قطاع غزة عسكريا وامنيا ،وان هذه الاحتلال يعتبر سببا رئيسيا لاستمرار المقاومة وبالتالي مواصلة حرب الاستنزاف حتى يرحل الاحتلال.
الاراضي الفلسطينية المحتلة تشهد عملية تحول استراتيجية في التصدي للاحتلال ،وقد وصلت المقاومة نقطة اللا عودة ،خاصة ان الاحتلال لا يفكر مطلقا بما يسمى عملية سلام بعد ان نسف كل مكوناتها واسباب وجودها،ويتغول بالاستيطان ومصادرة الاراضي في الضفة الغربية، ويبني جيشا من غلاة المستوطنين ويزودهم باحدث الاسلحة للاعتداء على الشعب الفلسطيني واجباره الى الرحيل من ارضه ووطنه،وقد اغلق الاحتلال جميع الطرق وسد كل المنافذ ونسف كل جهود ومساعي السلام والامن والاستقرار في الشرق الاوسط،وهو يتحمل كامل المسؤولية عن العنف ونتائجه في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
ووصلت العنجهية والهمجية الاحتلالية الى حد غير مسبوق في اقتحامات وتدنيس ساحات وباحات المسجد الاقصى المبارك،بمشاركة وزراء عنصريين فاشيين نازيين في حكومة الاحتلال ،والتهديد والدعوة الى بناء كنيس يهودي على انقاض الاقصى المبارك،الامر الذي يشكل اعتداء صارخا ومباشرا على كل مسلم ودولة اسلامية على هذه الارض،واستفزازا لمشاعر المسلمين وكرامتهم ودينهم وعقيدتهم الاسلامية ،الامر الذي يحتم عليهم جميعا ودون استثناء عربا ومسلمين ،التصدي الجماعي دون تأخير لهذه الاعتداءات الاسرائيلية على اولى القبلتين وثالت الحرمين الشريفين وثاني المسجدين ومسرى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام.