"استعادة الأمل" لدعم غزة: استراتيجية إنسانية وقيادة حكيمة
حاتم القرعان
28-08-2024 11:23 AM
منذ بداية الأزمات الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، اتخذت المملكة الأردنية الهاشمية تحت قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني خطوات جريئة ومؤثرة تعكس التزامها العميق بدعم الشعب الفلسطيني. لم يكن هذا الدعم مجرد ردود فعل عابرة، بل تجسد من خلال استراتيجية شاملة تمثل تجسيدًا عمليًا لرؤية وطنية وإنسانية أصيلة.
في خضم الأزمات، تميزت جهود الأردن في تقديم المساعدات الإنسانية عبر إرسال قوافل طبية وإقامة مستشفيات ميدانية في غزة. هذه المبادرات لم تكن مجرد ردود فعل سريعة على الأزمات، بل تعبيرًا عن رؤية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته في ظل الظروف الصعبة. وبفضل هذه المبادرات، تم تقديم خدمات طبية متقدمة، مما أسهم في تخفيف الألم والمعاناة، وأكد أن الأردن لم يكن فقط متضامنًا بالكلمات، بل كان فاعلاً رئيسيًا في تقديم المساعدة في أوقات الحاجة الملحة.
على الصعيد السياسي، لعب الملك عبد الله الثاني دورًا محوريًا في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين على الساحة الدولية. في كل مناسبة، قدم الملك رؤية واضحة وثابتة تتمثل في تحقيق حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام. أكد الملك على ضرورة أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وهو الموقف الذي قوبل بدعم واسع على الصعيدين العربي والدولي. لم تكن هذه المواقف مجرد تصريحات، بل كانت مرفقة بتحركات دبلوماسية مكثفة قادها الملك، حيث عمل على توحيد الجهود الدولية وتعزيز التعاون مع قادة الدول الكبرى والعربية لضمان تقديم الدعم اللازم لغزة.
في المبادرة الأخيرة التي أطلقها الأردن، وبقيادة الخدمات الطبية الملكية الرائدة التي تثبت للعالم والوطن دورها الاستىاتيجي في دعم اهلنا في فلسطين وغزه وتحقيق رؤى جلالة الملك في الدعم للانسان والانسانية في كل اقطار العالم ،وجاء التأكيد على استعادة الأمل للشعب الفلسطيني في ظل الأعداد الكبيرة من إصابات البتور التي تجاوزت 15 ألف حالة في غزة. المبادرة تهدف إلى معالجة هذا التحدي الإنساني الكبير، حيث تسعى إلى تقديم تقنيات متقدمة لتركيب الأطراف الاصطناعية. التقديرات تشير إلى أن معظم هذه الإصابات لا يمكن تحريكها خارج قطاع غزة، مما يزيد من أهمية المبادرة.
التقنية المستخدمة في المبادرة تتضمن تركيب الأطراف عبر عمليات متخصصة تمتد من ساعة إلى ساعتين، مما يتيح للمريض القدرة على الحركة بشكل طبيعي بعد العملية. تم تدريب فريق طبي أردني على هذه العمليات بواسطة شركة عالمية متخصصة، وتم تجهيز سيارتي "فان" بكامل المعدات اللازمة لنقلها إلى غزة. الفريق الطبي سيُرسل إلى قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة، وسيكون مرتبطًا مباشرة بالمستشفى الميداني الأردني في خان يونس، مما يعزز من فاعلية تقديم الدعم والرعاية.
شكرا لمدير الخدمات الطبية وكافة افرادها للمتابعه وتجسيد العمل بأبهى صوره لتحقيق رؤى سيد البلاد.
تجسد هذه المبادرة الالتزام العميق للأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني بدعم الشعب الفلسطيني، وتؤكد على أن المملكة ليست فقط داعمة في أوقات الأزمات، بل تسعى أيضًا لإيجاد حلول عملية وطويلة الأمد للتحديات الإنسانية الكبرى. من خلال هذه الجهود المستمرة، يعزز الأردن من دوره كرمز للتضامن العربي والإسلامي، مقدماً نموذجاً للتفاني في خدمة القضايا الإنسانية والقومية، ويبني الجسور لتحقيق الأمل والسلام في منطقة تعج بالتحديات.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين وولي عهده الأمين.