عصور وأزمان مرت على هذه الأرض وعلى هذه البلاد، لك أن تتخيل وأنت تقرأ التاريخ كم من البشر كانوا قبلنا ومثلنا متمسكين، ومتأملين ،يمر عليهم الفرح فيفرحون ،ويمر عليهم الحزن فيحزنون .

تضيق بهم الأيام ويتألمون ويبكون، ويفقدون أعزاء لهم، ولكن تمضي حياتهم ويتابعون أعمالهم ويحرصون على أموالهم وترفهم وبذخهم ملايين من الناس كانوا يعمرون هذه الأرض .

يتصارعون ويتحاربون نتيجة أطماعهم يكرهون بعضهم ويحبون بعضهم ، ويتقاتلون ويتحاسدون على حطام هذه الفانية ، لك أن تتخيل كم من القصص والحكايات والبطولات والأساطير والأمجاد كانت حديث الناس وشغل حياتهم الشاغل في أيامهم مثلنا تماما، فلديهم همومهم وأحلامهم والتفكير والقلق على أولادهم وأموالهم ومصالحهم ومستقبل أيامهم ، يتحدث التاريخ عن هؤلاء البشر والناس وعن أثارهم وحكامهم وسلاطينهم وأبطالهم في المعارك والحروب التاريخية ، وعن ملايين ماتوا وتشردوا ،وعن دول احتلت دولا وقتلت الناس وسجنتهم وعذبتهم وشردتهم في أصقاع الأرض ومنافيها ، امبراطوريات انهارت مثل الروم والفرس والترك ودول صغيرة وكبيرة وممالك وولايات ، الأمويين والعباسيين والفاطميين ،والمماليك والأيوبيين وغيرهم الكثير.

كان الناس في هذه الدول القديمة يعيشون مثلنا حياتهم وأيامهم ومعيشتهم يحلمون ويتأملون وتمضي الحياة بهم، ولكن دوام الحال من المحال، فالتاريخ يبقى شاهدا على حضارات وشعوب وأمم كانت ملء العين والسمع والمجد والفخار والحضور ،ولكن الزمن كفيل في تعاقب القرون والعقود والأعوام بتغيير وجه الحياة ، وتعاقب العصور والناس.