يجادل الكثير من الاردنيين حول موضوع الاحزاب والعشائرية وكأن واحدا منهم يجب عليه ان يغلب الاخر، وكثير من الاشخاص يعتقدون ان هنالك توجه لطمس العشائرية والقبائل عن طريق الاحزاب، وذلك بخلط المجتمع مع بعضه لينتج لنا مجتمعا متجانسا يخدم الدولة ويبتعد عن الانتماءات الفرعية الضيقة، وان منظومة التحديث السياسي لها اجندات خفية غير واضحة، وعلى الجانب الاخر يرى الكثير من الاردنيين ان الحزبية لا تؤثر على الانتماء القبلي والعشائري بل هي ممارسة مدنية الهدف منها افراز مجموعة من النخب من ابناء القبائل والعشائر الاردنية ليقدموا الافضل لهذا المجتمع .
والحقيقة هو ان كلا الرأيين له واجاهته، فالمتخوفون من العشائرية يؤيدون الحزبية والاحزاب و المتخفون من الحزبية يؤيدون النمط التقليدي والبناء الاجتماعي لبنية المجتمع الاردني التقليدية المكونة من عشائر وقبائل وعائلات و افراد.
الا ان الراجح في هذا الامر ان النخب السياسية الحالية التقليدية والتي عاصرت سنوات طويلة من عمر الدولة لم تقم بواجبها تجاه المجتمع حيث انها تعتبر بيوت خبرة سياسية واصحاب تجارب كان من الممكن ان يتحولوا هؤلاء القوم من الرعيل السابق الى مرجعيات فقهية وحزبية وسياسية تشرح للاجيال الحالية مفهوم الاحزاب والتحزب ومفهوم العشائرية وانهما لا يقتلان بعضهما بعضا ولا يتصارعان ولا يطيح واحدا بالاخر ، حيث ان التطور الطبيعي للمجتمعات تنقل الانسان من حال الى حال ومن طريق حكم الى اخر، فالاحزاب مؤسسات دولة تقوم على انتاج النخب السياسة، والعشائر حاضنة لهذه النخب ومكملا لدورها.
من هنا نتمنى على القائمين بالترشح حزبيا او عشائريا او مناطقيا او جهويا وحتى دينيا ان يعتبروا ان الاردن هو المقصد وهو المحراب الذي يجب ان تصب فيه كل الاتجاهات بالتوجه الى قبلة الوطن ، فالوطن اكبر من الجميع وللجميع ... والله من وراء القصد.
*المحامي عدي الربيعات/باحث قانوني.
Rbeaatoday@gmail.com