"من أمن العقوبة أساء الأدب"
داود عمر داود
27-08-2024 11:29 PM
المحتلون واللصوص والمرتزقة عادة لا يستحون، لكن إسرائيل كانت بعد النكسة، أو حرب عام 1967، ما زالت تحسب حساباً لسمعتها في العالم، خاصة عندما جرى اتهامها في حينه بأنها قد خالفت القوانين الدولية عندما احتلت ما تبقى من فلسطين، إضافة لسيناء والجولان. وأصبح الإسرائيليون يتعرضون لمواقف شديدة الحرج، عندما يسافرون الى الخارج، ولا يعرفون كيف يدافعون عن كيانهم.
تنبهت حكومة العدو لذلك بسرعة، حيث لم يكن قد مضى على الحرب 3 أشهر، فقامت بإصدار كتيبٍ صغيرٍ، يحمله كلُ إسرائيليٍ يسافر الى الخارج، يتضمن أجوبة على الأسئلة المحرجة، وكيف يبررون مخالفتهم للأعراف الناظمة للعلاقات الدولية.
وقد نشرت جريدة "الإتحاد" الفلسطينية، الصادرة في حيفا آنذاك، بتاريخ 29/8/1967، تقريراً بعنوان "في محاولة لتجنيب الإسرائيليين العزلة في الخارج"، مفاده أن سلطات العدو قد طبعت 60 ألف نسخة من الكتيب، الذي كان بحجم جواز السفر، لحمله في الجيب.
أما اليوم، فإن إسرائيل لم تعد تحسبُ حساباً لسمعتها التي تلطخت في العالم، وهي تمارس الإبادة الجماعية، والقتل الممنهج للابرياء، وتتمرد على كل القيم الإنسانية، مما أثار سكان المعمورة عليها، وأصبح قادتُها مطلوبين من قبل المحاكم الدولية لإرتكابهم جرائم حرب. وكما يقولون "من أَمِن العقوبة أساء الأدب".