ملف السياسة الخارجية يدار بأيد مهرة
نسيم عنيزات
26-08-2024 10:55 PM
حالة من الخوف وعدم اليقين تنتاب الأردنيين عند أي تحد يواجه بلدنا، او أزمة إقليمية او عالمية حيث يتسلل الخوف إلى صدورهم وأول ما يخطر في بالهم اين نحن ذاهبون؟
سؤال استنكاري يتردد دائما على ألسنة الغالبية يخرج من جوفهم بحشرجة وغصة يغلفها الخوف والقلق لانهم يعتقدون بأن المستقبل مخيف ومقلق.
هذه الحالة ليست جديدة على الأردنيين وقد خبرناها واعتدنا عليها منذ عقود وسنوات، والسؤال نفسه يتكرر دائما مع كل حدث او أزمة.
ومع ان سؤالهم مشروع، وخوفهم مبرر لانهم يخشون على بلدهم من المؤمرات التي تحاك ضده، او المخططات التي ترسم له، يضاف الى هذا كله الطابور الخامس الذي ينشر الشائعات دائما، ويشكك في كل ما يدور حوله بنوع من الاتهامية التي تهدف إلى التأثير على الهمم وكسر الارادة احيانا. وهنا يبرز دور النخب والمخلصين من ابناء وطننا لدحض الشائعات وطمأنة الناس بان وطننا بخير، وان الدولة تعي كل ما يحاك، ولديها جميع السيناريوهات لمواجهة اي طارئ او تحد، خاصة انها كانت جزءا او قريبة من صنع القرار، وتعرف كيف يفكر عقل الدولة، الذي يمتلك من الأدوات ما يمكنه من التعامل مع كل الملفات الدولية والعالمية.
وهناك الكثير من التجارب الشاهدة على ذلك، حيث مررنا بظروف أصعب وتحديات أعقد.
فالسناريوهات لدينا كثيرة والحلول عديدة مع نظام يدرك جيدا كيف يفكر الغرب والعالم، ويعلم كيف يتعامل مع الية تفكيرهم وقلب معادلاتهم بطريقة إيجابية تجاه بلدنا .
بعد ان تمكنت - اي القيادة - خلال العقود الماضية من ترسيخ قواعد وثوابت الدولة الأردنية وقيمها القائمة على الوسطية والاعتدال ومكافحة التطرف والإرهاب وعدم التدخل بشؤون الغير .
كما انها تحملت عن العالم عبء اللجوء جراء الازمات التي عصفت بالمنطقة، حيث لعبت دورا انسانيا تقدره جميع دول العالم خاصة الأوروبية.
ومن هنا فاننا نطمئن الأردنيين بأن ملف السياسة الخارجية يدار بأيد مهرة ولديها مخزون هائل وكبيرة من القوة والجهد لقلب الموازين تجاه استقرار الأردن والمحافظة على أمنه والنأي به بعيدا عن اي حلول تضر بمصالحه.
اما الملف الداخلي فان الدور الاهم يقع على عاتق أبنائه ومواطنيه الذي يحب أن يبدأ بالثقة بأن الأردن وجد ليبقى، وان هذا الامر ثابت لا يقبل النقاش او التشكيك.
ومن ثم إبراز الوحدة الوطنية بكل صورها وانواعها لتنتج حائطا منيعا امام كل متربص او مشكك وان نتجه نحو أعمالنا ومصالحنا والمحافظة على مبادئنا وقيمنا التي تؤكد هويتنا.
وان ندع الدولة تعمل على ملفاتها دون ان نشتت أفكارها او اجبارها على الخوض في جبهات داخلية وخارجية.
الدستور