لم يشهد تاريخ العرب حالا يثير الشفقة والحزن كما هو حالهم الماثل في هذا الزمان.
يصح في هذا الحال قول محمد صل الله عليه وسلم.. تكاد تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا اومن قلة فينا يا رسول الله، قال لا بل كثير ولكن غثاء كغثاء السيل، تنزع المهابة منكم من قلوب أعدائكم ويوضع في قلوبكم الوهن.
هذا هو حال العرب اليوم هم قوم متفرقون مشتتون منهزمون كل يغني على ليلاه هو وحده هذا إن كان لديه ليلى وإن كانت نفسه منفتحة على شيء من غناء.
الشعوب وتعدادها أكثر من ٤٠٠ مليون تلقي باللائمة على حكوماتها وواقع الحال يقول أن الجميع سواء، لا بل فلدى الحكومات عذر هو أنها تسعى لحفظ أمن وإستقرار شعوبها تلك وسط هجمة كبرى ممن هب ودب على العرب الذين وهبهم الله تعالى كل أسباب القوة للتحكم في مصير العالم، وليس فيهم من يصنع فشكة لو جاز التعبير.
نعم، حال العرب وقد فقدوا هويتهم وهيبتهم غثاء تماما وما عادت لهم هيبة في قلب أحد، وليس أدل على ذلك مما قاله ويقوله فيهم الرئيس الأميركي السابق والمنتظر قريبا دونالد ترامب.
لو كان العرب أمة كما كانوا من قبل، ولو وظفوا ما أعطاهم الله من خيرات عظمى في خدمة شعوبهم وبناء قوة عظمى ليس كمثلها قوة، ولو كانوا على قلب واحد وكلمة وموقف سواء، لكان العالم كله في قبضة أيديهم ولكانت هيبتهم في قلوب ساكني الكوكب كله، لكنهم ولسوء تخطيطهم وفرقتهم مجرد غثاء.
حال العرب اليوم محزن حقا، لا بل وأكثر من محزن، فهل تقوم فيهم صحوة للتلاقي وتدارس حالهم هذا بقلوب صافية تدرك أن إستمرار الحال يعني الزوال والخسران في الدنيا والآخرة. نتمنى ذلك وهو ليس على الله ببعيد. يا رب . وأنت سبحانك من أمام قصدي.