شعارات انتخابية براقة .. ولكن ؟
فيصل تايه
26-08-2024 12:04 PM
في مضمار السباق الانتخابي المقبل بدأنا نرصد مبكراً الكثير من الشعارات البراقة التي ترفع من السادة المرشحين لانتخابات مجلس النواب العشرين ، سواء كان ذلك بشكل فردي أم باسم قوائمهم الحزبية ، ومن يتمعن في تلك الشعارات جيداً يدرك إننا لم نعرف للديمقراطية الانتخابية طريقاً صحيحاً وان توجهنا إلى صناديق الاقتراع وتحت وابل تلك الشعارات التي ما هي الا محاولات لتملأ القلوب قبل العقول بقصد إقناع المواطنين بعبارات زائفة منمقة ، واستجداءات عقيمة ، لنبقى متوجسين خيفة من أن اندفاعنا ونخوتنا وفزعتنا قد يكون وراءها ظل عاطفي خفي تشبعنا به تلك الشعارات ، خاصة من تلك الفئة التي أدمنت التغني بها معتبرة أن كرسي النيابة وجاهة يجب الوصول إليه بأي ثمن كان !!
وفي ذلك .. دعوني اقول : من أراد أن يكون نائبا للوطن يجب أن لا يأتي ويقول : احملوني أيها السيدات والسادة الناخبين إلى كرسي النيابة ، دون سابق معرفة بسيرته الذاتية الوطنية وتاريخه الشعبي الحافل والمشرف ، خدمة لقضايا الوطن والأمة ، والتفاتاً الى حاجات المواطنين ، بل ان الماضي الوطني والمهني للمرشح يجب أن يحكي قصة الكفاح الطويل في حب الوطن وشعبه الأردني بكل فئاته ، وعلى مختلف أطيافه وألوانه ومشاربه ، ولنكفّ عن اللهث وراء الزيف والذبذبة ، بحيث لا تخدعنا العبارات الزائفة والشعارات المتلونة التي تتكلم عن الوطن والدين والقومية والى غير ذلك .
كثيرة هي البرامج الانتخابية التي يطلقها السادة المرشحين فهل هي فعلا تصب في مشروع النهوض بواقعنا ، وهل هي بالفعل حلول لمشاكلنا ، وهي غاية الجميع بعيداً عن الشخصنه والأنانية ، وهل نصدق ان مجمل الطروحات أينما مالت إليه مصلحة الوطن تميل ، ام يجب أن نترك الأكاذيب خارج نطاق ثقافتنا ، ونتبنى لغة واقعية ممكنه وليكن لدينا يقين أن مواطننا الأردني لديه من الوعي ما يكفيه ، فلا ينقصه ضحك على الذقون ، ولا تفي بمطالبه تلك الشعارات الزائفة ، ولا يطيب خاطره الكلام المعسول ، وبذلك تكون الديمقراطية والانتخابات تخضعان لامتحان عسير من كافة أطياف مجتمعنا الأردني الواحد.
لقد آن الأوان لنتحرك ونترك الشعارات الوهمية التي يتستر خلفها الكثيرون ونشد الأيادي لنصرة الحق وتحييد الباطل ، خاصة ونحن على اقتراب وموعد ليس ببعيد من الاستحقاق الانتخابي القادم ، لكن يجب علينا أن نمتلك ثقافة تضرب بعمق وجدان المواطن الأردني مضمونها توعوي ارشادي من خلالها قناعات راسخة أن صوته هو انتمائه ، فلمن سيصوت ؟ ومن سوف ينتخب ؟ وهل يمكن أن تبقى نفس الصور آم أن الأوان للناخب التغيير والتجديد ؟ فلا نريد أن نخدع عدة مرات خاصة عندما لعبت الشعارات الزائفة في المجالس النيابيه السابقه دوراً كبيراً في تعتيم الصورة أمام الناخبين وإيهامهم ان تحرير فلسطين بات قاب قوسين أو أدنى وان الأندلس ستعود الى حاضنه الدولة الإسلامية ، فكفانا دجلا وشعوذه ورياء وتشيتا للاصوات بين قيس ويمن وعدم جني ثمار العملية الانتخابية وتحقيق الأهداف المطلوبة للنهوض نحو الأفضل .
دعونا نتأكد من مدى جديه المرشح في تحقيق وعوده الفضه ونطرح للسيد الناخب بعضا من الأسئلة التي يجب أن يفكر تفكيرا مليا وعميقاً قبل الإجابة عليها والمتعلقة في مدى معرفته الحقيقية بالشخصية التي سيعطي صوته لها ؟ وهل سيكون منح صوته على نهج ديمقراطي بحت أم فقط لغرض أداء الواجب ؟ بعيدا عن التأثيرات المناطقية والقبلية والشخصنه الزائفه ، وهل عرف نهج وبرنامج مرشحه ؟ وما هو تاريخ ذلك المرشح في العمل العام خدمة لمجتمعه الذي سيوصله بالفعل. !!
وأخيرا فان خير من استأجرت القوي الامين ولنتعلم من الأخطاء السابقة ونتجاوزها في الاستحقاق الانتخابي القادم لكي نبتعد عن كل ما يثير الشبهات ، وليضع كل مرشح الوطن ومصلحته فوق كل اعتبار ويضع صورة من انتخبوه أمام عينيه لكي لا يندموا على منحه صوتهم ، فلننتخب برلمانا غايته الوطن .. لأننا محاسبون أمام الله أولا والقانون والشعب ثانيا .
والله من وراء القصد