حل جلالة الملك عبدالله الثاني يوم الثلاثاء 3/5/2011 ضيفاً على أخيه سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. لقد جاءت هذه الزيارة كحالة من التواصل الأخوي بين القيادتين الأردنية والكويتية، وللتأكيد على التنسيق المؤسسي للرؤى المشتركة للدولتين تجاه القضايا العربية والإقليمية والإسلامية والدولية. كما أعادت التأكيد على المصالح المشتركة التي تجمع الأردن والكويت، وهي قطعاً مصالح سامية ترتبط بالأمن القومي العربي وبمجمل الحراك السياسي والإجتماعي الذي تطاير شراره على معظم إمتداد الساحة العربية.
لا احد ينكر بأن العلاقات بين البلدين الشقيقين قد مرت بفترة كانت رهن سموم أصحاب الأقلام المأجورة الذين حاولوا الصيد في الماء العكر للنيل من مصداقية العلاقة الأردنية- الكويتية، هذه العلاقة التي بناها القادة العظام من آل هاشم وآل صباح، وبشعبيهما العربيين الأصيلين، إلا أن حكمة الأردنيين والكويتيين، القيادة والشعب، فوتت الفرصة على أولئك النفر، وأثبتت أن « الدم ما يصير مية» كما يقول المثل الشعبي الأردني. ولن ينسى الشعب الأردني المواقف المشرفة للكويت على مدى العقود الماضية من الوقوف مع الشعب الأردني في لحظات العسرة التي مر ويمر بها الأردن.
ان المبادئ القيمية والأخلاقية التي تجمع بين القيادتين الأردنية والكويتية، بالإضافة إلى التواصل الأخوي بينهما وعلى كافة المستويات تمثل الشاهد الثقة على صدق هذه العلاقات وتجذرها والتي تعكس معاني أخوة العقيدة والدم بين الشعبين الأردني والكويتي وبين القيادتين الأردنية والكويتية.
ان المنطقة العربية تمر اليوم بـــ«تسونامي» الإصلاح، والذي لا نعلم عن مدى أفقه ونتائجه وإفرازاته. وبالرغم من وصول بعض من شرره لكل من الأردن والكويت، إلا أن حكمة القيادتين والتفاف شعبيهما حولهما، وتطبيق مبدأي الشفافية والعدل من لدن القيادتين، بالإضافة إلى التصاقهما بأمنهما العربي وقضاياه المصيرية، جعل من البلدين واحتي أمن واستقرار ومستقبل واعد.
الأردن تواق لمساعدة الأخوة في الكويت، وهو اليوم اكثر من أي زمان مضى بأمس الحاجة إلى وقفة من مواقف العز والشموخ التي تعودنا عليها من الأهل في الكويت، عسى ولعل أن تخفف عن الأردن ما يعاني منه نتيجة لظلم الطبيعة وشح الموارد وندرتها.
كما أن الأردن، ونتيجة للتشابه بين أنظمة الحكم كون الأردنيين هم امتداد لقبائل وعشائر الجزيرة العربية، فإنه يأمل من الأشقاء في الكويت دعم مسعاه ليكون جزءا من منظومة مجلس التعاون الخليجي، لان وجود الأردن خارج هذه المنظومة لا يتسق مع المصلحة القومية المنشودة. بوركت الزيارة وبورك اللقاء.
alrfouh@hotmail.com
(الرأي)