كبيرنا وقائدنا وقدوتنا ،العم والأب الذي علمنا أن نسير نحو الطريق الصحيح، والقدوة التي علمتنا معنى الإنجاز، واليد التي كان لها الأثر الطيب علينا، سعادة العين السابق الشيخ حماد بن علي بن سلامة المعايطة، كبيرنا ومصدر فخرنا، الذي لم أعرفه إلا منذ سنوات قليلة، لكن كانت السنوات القليلة تغني عن مئات السنين، سنوات كانت بمثابة ذلك السنوات الذي تعلمناها بالمدارس والمعاهد، الأب والعم الذي كان مدرسة للعلم ومصدر للفخر والكرم والتسامح، العم الذي كان ديوانه بمثابة وطن صغير عامر بكامل معاني الفخر .
كم يراودني الفخر اليوم على ما نحن عليه وما تراه أعيننا أننا ما زلنا أمام رجال قدمت للوطن ما لم يقدمه أحد، قدمت للوطن زهرة شبابها، ساهمت في أبناء الأردن ، رجال كانت العون والسند للوطن وقيادته، ورجال استطاعت أن تضع اسمها داخل لوحات الشرف والوفاء والإخلاص للوطن، تلك الأيادي التي جبلت وتربت على حب الوطن، دون أن تلوثها يد الفساد أو سرقة المال العام، أثبتت أن الوفاء للوطن لا يتطلب أن تتقلد المناصب، إلا أن الوفاء يأتي مع الشخص منذ الولادة.
واليوم علينا أن نستذكر أقوال كبارنا، ونستذكر مواقفهم ونستذكر النهج الذي كان كتابا يغني عن آلاف الكتب، ونستذكر القيم النبيلة التي تعلمناها منهم، ونستذكر التاريخ الحافل الذي حقق من خلالها العديد من الإنجازات التي ما كانت يوما إلا لأجل الوطن وأبنائه.
وليس جديدا على من تربي ببيت والده الشيخ علي بن سلامة المعايطة الذي كان أحد كبار عشيرة المعايطة، كان البيت الحاضن للحب، والبيت الجامع لأبناء عشيرته،و البيت الذي لا يخلوا من الكرم، وليس جديدا على من سعى أن يقدم ما لم يستطيع أحد أن يقدمه ..
لم يغلق أبواب منزله يوما، بل كانت ولا زالت أبوابه مفتوحة لجميع من طرقها، كانت مجالسه عامرة بدلال القهوة والتواضع بعيدا عن كبرياء المناصب، بعيدا عن الأمر المتبع عند أصحاب المناصب، صاحب المواقف المشرفة و الأيادي البيضاء..
صاحب الكلمة والحكمة والحنكة، الصديق الوفي لصاحب الجلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه، والأقرب لقلوب أصحاب السمو الملكي، والذي لم تكن مسيرته وخدمته يوما ضد الدولة، بل كان دائما الناصح الأمين القادر على إيصال رسالته، كان المدرس الماهر في إتقان منهجه، خرج العديد من الأجيال من تربوا على أيديه " أبناءه" ، ومن تعلموا في مدرسته النهج الحقيقي لأتباع خطواته، والمسير نحو الطريق الصحيح الذي استطاع أن يولد لهما الفخر والمجد والعزة ، المدرسة الذي كان الجميع يعلم عن ما أنتجت، كانوا خير السفراء لوالدهم ومدينتهم الكرك، والعون لمن كان بحاجتهم، والسند لمن ضاقت به الحياة، علمهم أن التواضع من قيم الرجال، وكانوا كما عهدهم خير الأبناء والسفراء للوطن وقيادته..
لم يكن يوماً العم ابو أمجد ضد أحد بل كان دائما الساعي للخير فقد كان يعمل بصمت، وأثمرت جهوده عند الجميع، فحققت نفعاً للوطن والمواطن، فله كل التحية والاحترام لما قدمه في سبيل ازدهار الوطن ورفعته، بصماته لا يمكن أن تنسى، وَتُمْحَى، حقق الكثير من الإنجازات، وسعى في كل مرة ان تجده يحمل فكراً ناضجاً جديدا .
الأب والعم الذي كان حقا السند، وانا اليوم لا أكتب رسالتي لاي هدف كان، بل لأجل إعادة الحق لأصحابه والكل يعلم أن الكلمات مهما كانت ستبقى قليلة بحق من كان يعمل لأجل المصلحة العامة للوطن بعيداً عن مصالحه الشخصية، اليوم الوطن حقا بحاجة لامثالك وامثال فكرك ..هنيئا لنا وللوطن بك ، أدامك الله لنا خير السند الغالي ..