نلقي نظرتنا إلى ما بعد عشرين عاماً من الآن ماذا سيكون حال الشباب العاطلين عن العمل، ماذا سيكون طريقهما، هل ستكون أبواب الحياة أمامهم مفتوحة أم سيبقى حالهم حال العالة على ذويهم، اليوم أصبح الشباب الطريق السهل الذي يتبعه الجميع، ونرى الشعارات الانتخابية التي تتخذ من الشباب طريقاً لصعود نحو أحلامه النيابية، نرى الكثير من يضعونها شعاراً على لوحاتهم الانتخابية 'مرشح الشباب' هل مأ بقى للشباب إلى تحقيق حلم أحدهم النيابية والاستغناء عن أحلامهم الحقيقة الذي تجاوزت أعمارهم بكثير وكثير، الانتخابات جعلت من أصحاب الكبرياء أن يتسولوا الأصوات من أجل القادم الذي يتحدثون عنه، برغم أن بعضهم كان يملك المنصب من قبل، ولم يقدم لفئة الشباب أي مطلب من؛ مما كان يتحدث به، كل من كان يملك منصباً من قبل، ولم يقدم لك أي شيء لمساعدتك على أي من أمور حياتك، هل سيتغير ويضع أولوياتك أمام أولويات أبنائه وأقاربه؟ بتأكيد لا، الغيرة يجب أن لا تكون على العشيرة فقط، بل على الوطن بأكمله الذي تجاوز عدد العاطلين عن العمل فيه مئات الآلاف، الوطن ليس بحاجة إلى موظفين يتقاضون الرواتب والامتيازات فقط، بل بحاجة إلى مجلس قوي قادر أن يخرج الوطن والجميع من دوامة المستقبل الضائع لأبنائه.
الواقع مؤلم، وأصبحت قوة المرشح بما يملك من المال، وأصبح الكثير من المرشحين رغم ضعف الأداء السابق لهما بمجلس النواب والأماكن الذي عملوا بها من قبل، إلا أنه وضعوا لأنفسهم الأولوية للحصول على فرصة أخرى لاستكمال ما لم يستكملوا من قبل.
البطالة أصبحت القنبلة الموقوتة في هذه الوطن والأحاديث أصبحت لا تعني شيئاً، والشعارات أصبحت تكذب نفسها بنفسها، والواقع أصبح يؤلم حتى الميت، اليوم يجب أن يفعل دور الشباب الحقيقي لمحاربة الظلم الواقع عليهما...
ليلة الأمس وأنا ضمن جلسة برفقة أبناء العمومة من الأعمار الذي من المفترض أن يكونوا المعالين لأنفسهم وأسرهم، إلا أن الظلم كان سيد الموقف والكل يعلم أن الظلم لم يرحم أحداً من عواقبه، ونرى كمية الحزن والكل يتحدث عن صعوبة واقع الحياة الذي يعيشون به، يتحدثون بحرقة قلب ملكوم، يتحدثون والكل يعلم أن لا أحد يشعر بما يشعرون به، وحتى المرشح حين يأخذ صوتك يذهب مع ذهاب ذلك اليوم، ولم يعد إلا بعد قضاء أربع سنوات، ليأتي مجددا ليسلب ذلك الصوت وصاحبه المنسي، كفاكم جعل الشباب أرقاماً لقوائمكم أو إغراءهم أن اسم العشيرة بخطر، الخطر يكون حينما تسلب صوتي وتذهب بعيدا، دون أن تقدم لي أي شيء، أين كان اسم العشيرة وأنت على رأس عملك والكل يبحث عنك وأنت تتهرب من خدمته، هل الخوف على اسم العشيرة لا يأتي إلا في أثناء فترة الانتخابات، وبعد الانتخابات يعود كل ما كان على ما كان.
العشائر جميعهاً أساس الدولة، ولا عشيرة تغلب على أخرى، ويجب أن يعلم الجميع أن القادم يجب أن يبتعد عن الإطار السابق، وأن تنتخب من يمثلك بكل صدق، لا تفسح المجال لمن يبحث عن صوتك في سبيل إكمال تحقيق مصالحه على حساب مستقبلك ومستقبل أبنائك.
تحقيق أحلام الشباب أصبحت من الأولويات الذي يجب أن تضع على طاولة الحوار وإيجاد الحلول أصبحت متطلباً وتحقيق فرص العمل للشباب من حق الجميع بعد ارتفاع تكاليف المعيشة والمساهمة الجادة بتحقيق غايات الوطن بأبنائه...
"أعان الله قلباً تظاهر بالقوة وهو أشد المكسورين."