أطفال غزة أمانة في أعناقنا
خولة كامل الكردي
25-08-2024 12:17 AM
تزداد أعداد الشهداء يوماً بعد يوم، وجل الضحايا نتيجة القصف والاستهداف الصاروخي والمدفعي الإسرائيلي على القطاع من الأطفال بالدرجة الأولى، فالأطفال تعتبر شريحة ضعيفة في المجتمع البشري بشكل عام، حيث يقع كل ساعة تقريباً في قطاع غزة العديد من المدنيين الأبرياء بسبب استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، والأطفال يسقط منهم إما شهيد أو جريح، والجريح يصبح من عداد الشهداء إذا لم يتم إنقاذه وتقديم المساعدة الإسعافية الطارئة له، فحياة الأطفال معرضة للخطر نتيجة لشح المواد واللوازم الطبية من محاليل وأدوية وعقاقير يحتاجها المصاب بصورة ملحة كالمضادات الحيوية والمهدئات وغيرها.
قوات الاحتلال لا زالت تمنع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والطبية منذ اقتحامها معبر رفح والسيطرة عليه، صار دخول شاحنات المساعدات الطبية من مختلف المنظمات والمؤسسات الدولية أمراً مستحيلاً أو شبه مستحيل، فتحكم قوات الاحتلال في المعبر زاد من قتامة المشهد الصحي في قطاع غزة، وصار لزاماً على المستشفيات والمراكز الصحية في غزة محاولة التأقلم مع الأوضاع الصعبة والقاسية، فالمعضلة تكمن أن لا أحد يستطيع أو بالأحرى لايريد أن يجبر حكومة نتنياهو والكابينيت الوزاري الذي يرأسه، إبداء مرونة تجاه المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة لأهل القطاع، وتصاعدت الأوضاع تعقيداً عندما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، اكتشاف حالة شلل أطفال واحدة في إحدى مناطق غزة.
ولازالت قوات الاحتلال الإسرائيلي ترفض السماح بدخول لجنة صحية من اليونيسيف للبدء في تطعيم الأطفال، والمحاولات تتجدد كل يوم لإقناع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة السماح بدخول لقاحات شلل الأطفال، فكل دقيقة تمر يصبح واقع أطفال غزة أكثر سوءاً، وخطر انتشار وتمدد المرض إلى مناطق أخرى وتحوله إلى وباء بات من المؤكد، في حال لم تبد حكومة نتنياهو أي تعاون في سبيل إنقاذ أطفال غزة.
فأطفال غزة ليس لهم سوى الله ينشلهم من هذه المأساة الإنسانية التي تحيط بهم.