الرئيس بايدن وسلوك المسار الخطأ لوقف إطلاق النار
السفير الدكتور موفق العجلوني
24-08-2024 05:38 PM
استغرب حقيقة رئيس اكبر دولة في العالم وما عرف عنه من حكمة و عقلانية و بعد نظر و سيرة سياسية مخضرمة لعقود خلت ، و قمة الاناقة والشياكة قبل السابع من أكتوبر مثل الرئيس الأميركي جو بايدن ، و بعد كل الجرائم التي شارك فيها الى جانب زعيم العصابات النتن ياهو ، ان يتصل هاتفيا مع بسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رئيس دولة قطر و مع سيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم امس الجمعة ليضغط عليهما من أجل التوصل إلى اتفاق صعب المنال و مجحف بحق الفلسطينيين بحجة وقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح المحتجزين ... آما مئات الالاف من القتلى و الجرحى و ما هم تحت الإنقاذ، واستمرار عملية الإبادة اليومية لأهل غزة، هذا الامر ليس وارداً في ذهن الرئيس ... المهم الرهائن الإسرائيليين ..!!!
الم يكون على الرئيس بايدن ان يسلك الطريق الأقصر والاقرب والمباشر ... الاتصال مع النتن ياهو بالضغط عليه لا بل بإصدار الاوامر لوقف اطلاق النهار والتوقف عن كل عمليات القتل والتدمير اليومية. كنت اعتقد ان الرئيس بايدن وفي هذا العمر بالذات، ان يكون لديه بعض الشعور الإنساني تجاه مع يحدث في قطاع غزه، ما هي السيرة التي سيتركها للتاريخ وهو يغادر البيت الأبيض...!!! وهو يساهم مساهمة مباشرة بقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويدمر المجمعات السكنية المأهولة بالسكان وكذلك المخيمات والمدارس التي نزح اليها الغزيون جراء القصف والدمار والتهجير.
لماذا احراج كل من الشيح تميم والرئيس السيسي للضغط عليهم غير المبرر، للتدخل من اجل إرضاء غرور وعنجهية نتنياهو والتغطية على جرائم الرئيس بايدن الذي يزود إسرائيل يومياً بأحدث أنواع اسلحة الدمار للتدمير الأطفال والنساء والشيوخ، ويرسل البوارج الحربية الى المنطقة.
الم يحن الوقت للرئيس الأميركي جو بايدن ان يصحو من غفوته للضغط على نتنياهو بدل من الاتصالات المتعددة له والزيارات المتكررة لوزير خارجيته بلنكن الصديق المقرب لا بل الحبيب لنتنياهو والذي بجولاته المكوكية التي تزيد عم "دزينة" فقط للعب دور تمثيلي لاطلاق يد نتنياهو للمزيد من القتل والدمار.
لن يكون هنالك وقف إطلاق النار ولو حضر الرئيس بايدن بنفسه الى قطاع غزة. باعتقادي لا تريد الولايات المتحدة وقف اطلاق النار، مجدر الاعيب ومراوغة و استغلال عامل الوقت لخدمة الأغراض الانتخابية على الساحة الأميركية، تاركة الإدارة الأميركية ووزير الخارجية بمكوكاته الباهتة والفارغة، وكذلك الدفاع عن إسرائيل بالمشاركة بالإبادة الجماعية في قطاع غزة وارسال المزيد من السلاح والأموال .
الرئيس جو بايدن الذي كنا نحترم ونقدر قبل السابع من اكتوبر و نحن الحلفاء الأقرب والأوفى و مقدمي النصح للولايات المتحدة خسر كل ذلك، و التصقت صورته و التي كانت قمة في الاناقة قبل السابع من كتوبر بصورة زعيم العصابات نتنياهو والتي اعلن في اول زيارة لإسرائيل لنتنياهو وبكل صراحة انتماؤه للاحتلال.
لا سيادة الرئيس بايدن الذي كنا نكن لك كل تقدير واحترام ونقدم لكم وللشعب الأميركي الصديق والذي نحب، لقد فقدت ذلك الاحترام في قلوب الاردنيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين والإنسانية جميعاً لما ارتكبته من مجازر بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. حيث كنا ونحن الأقرب والاوفى من الولايات المتحدة ان نأمل بوقف اطلاق النار فوراً في شهر أكتوبر الماضي ، و لديك كل الإمكانات والصلاحيات ، والبدئ في عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية الى جانب دولة إسرائيل وان تعيش المنطقة كلها بسلام وتعاون وتقدم وازدها .
أؤكد لكم سيادة الرئيس بايدن، لن يكون هنالك سلام بعد كل هذه الجرائم التي اقترفتموها أنتم وشريككم نتنياهو. انا متأكد وايماني بالله كبير ... إسرائيل في طريقها الى الزوال. اما الولايات المتحدة وبكل اسف، ورغم ما تملكه من كل المقومات الاقتصادية والعسكرية والبشرية والعلاقات الدولية. فها هي جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية وحلفاؤهم لكم بالمرصاد، انه عامل الوقت لا غير " و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون " . و انا من خلال دراسة الواقع و الأبحاث والدراسات الاستراتيجية التي يقوم بأعدادها " مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية " ، يبدوا ان شمس الولايات المتحدة بدأت تغيب و هي الى الزوال ، وبشرى لجمهورية الصين الشعبية العظمى .
اذا ارادت الولايات المتحدة ان تبقى الدولة العظمي و يكن العالم لها كل تقدير واحترام، عليها ان تراجع نفسها، ما هي الفوائد التي تجنيها و يجنيها الشعب الأميركي من كل هذا الدعم المالي والعسكري لإسرائيل والتي وجودها في المنطقة أصلاً وجود غير شرعي و دولة احتلال و دولة مارقة. على الولايات المتحدة ... الحليف الأكبر للدول العربية ... ان تقف الى جانب السلام العادل والشامل بحق الفلسطينيين، والتي ساهمت بل وآزرت وشردت ودعمت وشاركت بقتل مئات الاف من الغزيين الأبرياء. وان التاريخ كفيل بإعادة الحق الى نصابة وزوال المعتدي والغاصب والمحتل ومن يقف خلفه.
الطريق لوقف إطلاق النار والتوصل الى سلام، هو قصير جداً وموجود في واشنطن، ولا يحتاج الى اتصالات هنا وهناك. هو صحوة الولايات المتحدة من غفوة مشاركتها الاجرامية مع إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية، واعادة الحقوق الى أصحابها ومغادرة قوات الاحتلال من قطاع غزة وعودة الغزين الى بيوتهم ومنازلهم وتزويدهم بالغذاء والدواء، والبدء بإعادة اعمار غزة. وإقامة الدولة الفلسطينية بشقيها غزة والضفة الغربية بحدود ما قبل الرابع من حزيزان ١٩٦٧.
* مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me