نحو مجلس نيابي قوي .. الكفاءة معيار النجاح وضمير الناخب هو الفيصل
المهندس سالم الخصاونة
24-08-2024 12:12 PM
في ظل الأوقات الحرجة التي يمر بها وطننا، ومع التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تفرض نفسها يومًا بعد يوم، نجد أنفسنا بحاجة ماسة إلى برلمان قوي، قادر على حمل أعباء الوطن والمواطنين على حد سواء، إن مجلس النواب القادم يجب أن يكون ممثلًا حقيقيًا لتطلعات الشعب وأحلامه، لا مجرد هيئة شكلية تحضر الجلسات وتصوت على القوانين دون أن تعكس إرادة الناخبين.
من خلال متابعتي الدقيقة لعدد كبير من المرشحين في هذه الدورة الانتخابية، لمست وجود فئة متميزة من المرشحين الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة، ويمتلكون من الكفاءة والقدرة ما يؤهلهم ليكونوا نوابًا حقيقيين عن الشعب. هؤلاء المرشحون يتمتعون برؤية واضحة، ولديهم من التجارب والخبرات ما يمكنهم من مواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف ببلدنا.
إن هؤلاء المرشحين، إن كتب لهم النجاح، يمكن أن يشكلوا فارقًا حقيقيًا في مجلس النواب القادم. حيث سيكون هذا المجلس، إذا اجتمع فيه مثل هؤلاء النواب، أقوى وأقدر على التصدي للقضايا الملحة التي تحتاج إلى حلول جذرية، بعيدًا عن المناورات السياسية والمصالح الشخصية.
لكن ما نحتاجه بالفعل ليس فقط مرشحين أكفاء، بل نحتاج إلى ناخبين واعين يدركون تمامًا أن صوتهم هو سلاحهم الأقوى في صنع التغيير. فالناخب الذي يختار النائب بناءً على الكفاءة والنزاهة هو الناخب الذي يسهم فعليًا في بناء مستقبل الوطن. على العكس من ذلك، فإن من يفرز نوابه بناءً على الولاءات الشخصية أو الانتماءات القبلية يغفل عن دوره الأساسي في تحقيق مصلحة الوطن.
إن العملية الانتخابية ليست مجرد حدث عابر نعيشه كل عدة سنوات، بل هي محطة مفصلية في تاريخنا، حيث يتحدد من خلالها مصير بلدنا ومستقبله. لذا، يتوجب على كل مواطن أن يسأل نفسه: ما هو نوع المستقبل الذي أريده؟ وما هو نوع النائب الذي يمكن أن يحقق هذا المستقبل؟ إذا كانت الإجابة واضحة، فإن الاختيار سيكون سهلاً، والمجلس النيابي الذي سينبثق عن هذا الوعي سيكون مجلسًا قادرًا على التغيير والإصلاح.
على الناخبين أن يدركوا أن اختيارهم للنائب الصحيح يعني اختيار مستقبل أفضل لأبنائهم وللأجيال القادمة. إن الأمانة التي يحملها كل ناخب بين يديه كبيرة، ومسؤوليته أمام الله والوطن أكبر. لذلك، يجب أن يكون الاختيار دقيقًا ومدروسًا، وأن يستند إلى معايير الكفاءة والنزاهة والقدرة على العمل الجاد.
إننا اليوم بحاجة إلى مجلس نواب يمثل الشعب بصدق، ويسعى لتحقيق تطلعاته وأحلامه. مجلس لا يخضع للضغوطات ولا ينصاع للمصالح الضيقة. مجلس يعكس إرادة الشعب الحقيقية في التغيير والإصلاح. وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بوعي الناخبين وضميرهم الحي.
في الختام، يبقى الأمل معقودًا على وعي المواطنين وقدرتهم على التمييز بين المرشح الكفء والمرشح الذي يسعى وراء مصالحه الشخصية. إذا ما تحقق هذا الوعي، سنكون أمام مجلس نواب قوي، قادر على قيادة البلد نحو مستقبل أفضل، مستقبل يتوافق مع طموحات الجميع ويحقق العدالة والرخاء.