المشاركة الواعية والواسعة في الانتخابات تعزز تشكيل مجلس قوي
أ.د تركي الفواز
24-08-2024 10:55 AM
تعد المشاركة الانتخابية أحد العوامل الأساسية في تعزيز الديمقراطية وبناء مجلس نيابي قوي يراعي المصلحة العليا للدولة، فعندما يشارك عدد كبير من الناخبين في الانتخابات، يكون المجلس النيابي المشكل أكثر تمثيلاً وتعبيراً عن إرادة الشعب، كما تساعد هذه المشاركة على تحقيق التوازن في صنع القرارات والسياسات، وتزيد من شرعية المجلس المنتخب، مما يعزز من ثقة المواطنين في المؤسسات الحكومية، نعم ان المشاركة الانتخابية تعد من الركائز الأساسية التي تسهم في تعزيز العملية الديمقراطية وضمان تمثيل حقيقي لمصالح المواطنين، ولكن نجاح هذه العملية يعتمد بشكل كبير على مدى وعي وفعالية مشاركة المواطنين فيها، إن المشاركة الواعية والواسعة في الانتخابات ليست مجرد حق، بل هي واجب وطني يجب على كل فرد أن يدرك قيمته وأثره على مستقبل البلاد، فالمشاركة الفعالة في الانتخابات يسهم المواطنون في اختيار ممثلين يعكسون اهتماماتهم وتطلعاتهم، وتعني المشاركة الواعية أن الناخبين على دراية بالقضايا المطروحة، ويميزون بين البرامج الانتخابية المختلفة، ويفهمون تأثير قراراتهم على حياتهم اليومية وعلى مستقبل الدولة، وهذا يؤدي إلى تشكيل مجلس نيابي يكون أكثر قدرة على اتخاذ قرارات تصب في مصلحة الدولة العليا وتعزز الاستقرار والتقدم، كما تعزز من شرعية المؤسسات السياسية وتدعم عملية صنع القرار على نحو يتوافق مع احتياجات المجتمع بشكل عام.
ان المجلس النيابي الذي يتم تشكيله من خلال انتخابات شفافة ونزيهة، وبمشاركة واسعة وواعية، يكون أكثر قدرة على اتخاذ قرارات تصب في مصلحة الدولة العليا، ويسهم في تعزيز الاستقرار والتقدم، مثل هذا المجلس يمثل إرادة الشعب بشكل حقيقي ويكون ملتزمًا بتحقيق تطلعاته، فالقرارات التي يتخذها تكون مبنية على فهم عميق للقضايا الوطنية والدولية، وتصب في تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة. وعلى الرغم من أهمية المشاركة في الانتخابات، إلا أن هناك تحديات عدة قد تحول دون تحقيق مشاركة واسعة وواعية، ومن أبرز هذه التحديات: اللامبالاة السياسية، عدم الثقة في النظام الانتخابي، ونقص التوعية الانتخابية، هذه التحديات يمكن مواجهتها من خلال تعزيز التثقيف السياسي، ضمان شفافية العملية الانتخابية، وتشجيع الحوار المجتمعي حول أهمية الانتخابات ودورها في تحقيق التغيير.
تعد المشاركة الواعية في الانتخابات حق وواجب وطني لبناء مستقبل أفضل للأردن، وتلعب دورًا حاسمًا في بناء وتعزيز المؤسسات السياسية والاجتماعية للدولة، وتسهم بشكل كبير في تشكيل مستقبل الوطن، وتعد من الأفعال الأساسية التي تضمن تمثيلًا عادلًا لمصالح المواطنين، وهذا يقودنا لبيان أهميتها، فعندما يشارك المواطنون في الانتخابات بوعي، فإنهم يسهمون في تحديد المسار الذي ستسلكه الدولة، المشاركة الواعية تعني فهم المرشحين وبرامجهم، وتحليل السياسات التي يعرضونها، والتأكد من أن هذه السياسات تتماشى مع احتياجات المجتمع وتطلعاته، إن التصويت ليس مجرد اختيار بين أسماء، بل هو قرار يؤثر على حياة الناس ومجتمعهم بشكل مباشر، وعليه، فإن الوعي بالخيارات المتاحة واتخاذ قرار مستنير يعزز من قوة الديمقراطية ويعزز شرعية المؤسسات السياسية.
كما تعد المشاركة في الانتخابات واجبًا وطنيًا لأنها تمثل فرصة لكل فرد للإسهام في توجيه مستقبل الدولة، من خلال التصويت، إذ يعبر المواطنون عن آرائهم ويسهمون في اختيار القيادة التي ستتخذ القرارات التي تؤثر على حياتهم وحياة الأجيال القادمة، إن غياب المشاركة يعني التفريط في فرصة التأثير على السياسات العامة، مما قد يؤدي إلى نقص في التمثيل والتوازن في صنع القرار، من هنا فإن المشاركة الفعالة تساعد على ضمان أن جميع الأصوات مسموعة، وتدعم التوازن والعدالة في عملية اتخاذ القرار، فكلما زادت نسبة المشاركة في الانتخابات، زادت فرصة تشكيل مجلس نيابي يعكس تنوع وتطلعات المجتمع، وهذا يسهم في تحقيق السياسات التي تعزز من الاستقرار والنمو والتقدم، وعندما يشارك الجميع، تصبح العملية الانتخابية أكثر تمثيلًا وفعالية، مما يؤدي إلى تحسين جودة الحوكمة والخدمات المقدمة للمواطنين.
نخلص الى إن الانتخابات ليست مجرد عملية روتينية تتكرر كل فترة زمنية، بل هي فرصة حقيقية للمواطنين للتأثير على مستقبلهم ومستقبل بلادهم، من خلال مشاركتهم الواعية والواسعة، يمكننا بناء مجلس نيابي قادر على اتخاذ القرارات التي تعزز الاستقرار والتقدم، لذا يجب علينا جميعًا أن ندرك أهمية دورنا كناخبين، وأن نعمل على تحقيق التغيير الإيجابي الذي نطمح إليه من خلال صناديق الاقتراع.
وفي الختام، إن المشاركة في الانتخابات هي أكثر من مجرد عملية تصويت؛ هي مسؤولية وواجب وطني يسهم في تعزيز الديمقراطية وبناء مستقبل أفضل، وتسهم في بناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة التحديات بشكل أفضل، لذا دعونا ندرك أهمية هذه المشاركة ونسعى إلى أن نكون جزءًا فاعلاً في صياغة مستقبل أردننا.