فرصة العرب التي لن تتكرر: الضغط على إسرائيل لوقف مجازرها في غزة
سامي شريم
24-08-2024 09:57 AM
في ظل الأحداث الراهنة، يقف العالم العربي أمام فرصة تاريخية قد لا تتكرر، بعد أن تلاشت هيبة إسرائيل العسكرية أمام صمود المقاومة الفلسطينية، باتت الفرصة مواتية لإضعاف هذا الكيان الغاصب وتحويله إلى دولة مسالمة، وإنهاء دوره كشرطي المنطقة. لتحقيق هذا الهدف، يجب على الدول العربية اتخاذ خطوات حاسمة وجريئة.
أولاً، يجب على الدول العربية أن توقف كافة أشكال الدعم والتعاون مع إسرائيل، سواء كان هذا التعاون كلياً أو جزئياً. هذا يشمل التنسيق السياسي والاقتصادي وحتى العسكري، حيث أن أي شكل من أشكال الدعم قد يُفهم منه وجود شرعية للجرائم التي ترتكبها إسرائيل. وقف هذا التعاون سيؤدي إلى عزل إسرائيل دولياً، ويضعف من قدرتها على الاستمرار في عدوانها.
كما أن حرب الاستنزاف الطويلة تعد من أكثر الأدوات فعالية في إضعاف إسرائيل. هذه الحرب، رغم تكلفتها العالية، ستضغط على أعصاب الجيش الإسرائيلي وتشعره بعدم جدوى الاستمرار في الصراع. ومع مرور الوقت، سيبدأ هذا الجيش في التراجع أمام الضغوط المتزايدة من الداخل والخارج، وسيجد نفسه أمام خيارين: إما التوقف عن العدوان أو الاستمرار في حرب لا نهاية لها.
الضغط على الولايات المتحدة لتخفيف دعمها لإسرائيل هو خطوة ضرورية أيضاً. يجب على الدول العربية استخدام ثرواتها الطبيعية ومواقعها الجغرافية الاستراتيجية كأوراق ضغط على واشنطن. تهديد المصالح الأمريكية المباشرة في المنطقة قد يدفع الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في موقفها ودعمها غير المشروط لإسرائيل.
وفي هذا السياق، يجب أن يتوقف العرب عن استقبال الوفود الأمريكية التي تسعى لإضفاء الشرعية على الدعم الأمريكي لإسرائيل. هذا الاستقبال لا يخدم سوى تعزيز موقف أمريكا في دعمها للعدوان، ويجب أن يكون واضحاً أن أي دعم لإسرائيل سيقابله رفض عربي قاطع.
إضافة إلى ذلك، على العرب أن يستغلوا حاجات الولايات المتحدة إلى الموارد العربية ومواقعهم الاستراتيجية في المنطقة. الابتزاز المشروع لهذه الحاجات يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتغيير موقف واشنطن من الصراع. العرب يملكون أوراق ضغط قوية، وإذا استخدمت بحكمة، يمكنها أن تغير ميزان القوى في المنطقة.
تحقيق العزلة الكاملة لإسرائيل يتطلب أيضاً تحالفاً عربياً ودولياً لعزل الكيان ومحاصرته براً وبحراً وجواً. هذه الخطوة ليست مستحيلة إذا توافرت الإرادة السياسية واستجمع العرب قدراتهم. مقاطعة إسرائيل بشكل مطلق ستضعها في عزلة تامة، وتزيد من ضعفها على المدى الطويل.
وفي ختام الأمر، يجب أن تصحو جامعة الدول العربية من غيبوبتها المفتعلة، وتبدأ في اتخاذ خطوات فعلية وملموسة لمواجهة العدوان الإسرائيلي. الوحدة العربية في هذا السياق هي السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف المشتركة. أي دولة عربية تحاول التغريد خارج السرب، أو تسعى للتطبيع مع إسرائيل، يجب أن تُفقد شرعيتها ويُنظر إليها كمنبوذة.
إنها فرصة لن تتكرر، وإذا ضاعت هذه الفرصة، فقد يستمر الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة لعقود قادمة. الوقت قد حان لتوحيد الصفوف واستغلال كل ما نملك من أدوات ضغط لتحقيق السلام الحقيقي والعدل في منطقتنا.