لا شكّ في أن الفكر الذي تغنيه التعددية، ويثريه الحوار العلمي المتنوع هو الفكر الأبقى والأسمى والأجدر بالتقدير والاحترام، وهو أداة التعاون والتفاهم بين الأفراد والشعوب.
وتشكّل اللقاءات والملتقيات الفكرية من مؤتمرات وندوات وجلسات عصف فكري وحتى لقاءات وجاهية بين الأفراد والمجتمعات-كما نشهده اليوم من حوارات في المجالس الانتخابية- يسودها الود والاحترام المتبادل وتقبّل الاختلاف في وجهات النظر وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية؛ كلها وغيرها تشكّل رافداً مهماً لتوطيد العلاقات، والإسهام في بناء رؤى وقواسم مشتركة بصدقيتها وصراحتها وامتناعها عن الزيف في القول والعمل.
ونحن في الأردن - وعلى نهج قيادتنا الحكيمة - نسعى دوماً إلى التواصل فيما بيننا ونشر رسالة المحبة والأخوة والصداقة؛ لأننا نرى في مثل هذه اللقاءات والحوارات ما يقرب القلوب، ويجمع الأحبة، ويزيل الخلاف، لأننا نؤمن أن ما يجمعنا من أخوة و روابط أكثر بكثير مما نختلف فيه.
إننا معنيون جميعاً- مؤسسات وأفراداً- بتحفيز اللقاءات الفكرية في مجتمعنا لبناء لغة مشتركة؛ فتنوع الأفكار وتعدد الرؤى والأفكار؛ أمرٌ طبيعي دون اللجؤ إلى مواقف حادة تلغي رأي الآخرين؛ فالرأي يحتمل الصواب والخطأ، والنقاش وبخاصة في القضايا المحورية والوطنية يجب أن يستند إلى الإقناع والحوار الفكري الهادف البنّاء. فالوطن والأمة أحوج ما يكونان اليوم إلى التلاقي والتقارب ورص الصفوف والتعالي عن صغائر الأمور . فالتحديات جسيمة والمسؤوليات عظيمة؛ فوطننا الحبيب يحتاج منا جميعاً إلى صدق النوايا والإخلاص في العمل والثبات على الحق .
والله سبحانه وتعالى أعظم وأعلم ما تخفي القلوب.