facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ظاهرة كامالا - أوباما !


د. حازم قشوع
23-08-2024 12:46 PM

بذات الاجواء التي شهدتها الولايات المتحدة من طاقة وحيوية تخيم على الانتخابات الأمريكية، أجواء المواطنة والتغيير التي تحمل معاني العزيمة و الاصرار بحلة جديدة تقوم على تقديم أول امرأة للمكتب البيضاوي بلون هندي جامايكي من طبقة متوسطة، كانت قد نجحت بالسابق عندما كانت أول امرأة عينت قاضي ومدعي عام في كاليفورنيا كما كانت أول نائب لرئيس الجمهورية، وتريد ان تدخل للمكتب البيضاوي كأول رئيس للولايات المتحدة تماما كما فعل اوباما عندما حقق هذا الإنجاز الاستثنائي بالعام 2008.

واستذكر في حينها عندما وردتني الدعوة من رئيس المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي مادلين اولبرايت لحضور المؤتمر كم كانت أجواء الحزب مفعمة بالحيوية وكانت المسابقة داخلية بين مشتدة بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما وكان كلاهما يمثل حالة المواطنة لكن كاريزما أوباما في حينها كانت طاغية وكان التوجه تجاه ظاهرة أوباما التي أصبحت تشكل عنوان تحرك وحركة داخل أروقة الحزب.

لتعود وتأتي هذه الظاهرة مع جو بايدن فيما بعد إلا أن العمر وكاريزما القيادة لم تسعفه وإن كان يحمل حكمة ودراية شاملة وواسعة وهو المحسوب على اقصى يمين الحزب وليس على اقصى يساره كالتي تشكلها ظاهرة كامالا هاريس وهذا ما يجعل وجعل من الحزب الديمقراطي يتفوق على نفسه في الترتيب والتنظيم وحسن الأداء بعد دخول فريق أوباما للحملة الانتخابية لتقدم هذه الفرقة نجاح مبهر بالتنظيم وحسن الاختيار كما في صياغة المحتوى وتقديم الرسالة.

خطاب المرشحة الرئاسية هاريس جاء قوي ومباشر ولم يبتعد عن الموضوعات الساخنة، بل قام بمواجهتها كما يفعل القاضي المتمكن دائما يصدر قرارات بيد لا ترتجف حتى لو كانت صعبة فلقد بينت توجهاتها تجاه أوكرانيا ودعمها المطلق لحلف الناتو الذي يشكل الاردن مركزه الرئيس في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، كما أعلنت بشكل واضح وصريح ضرورة وقف القتال في غزة وبيان موقفها تجاه حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، هذا اضافة الى حق إسرائيل في الامن، وهذا هو ما يريده الجميع على ان يتم اعلان قبول فلسطين عضوا عاملا في الأمم المتحدة من على القرارات الأممية ذات الصلة كما جاء في قرار المكتب السياسي الذى أكد على ذلك و مازال يؤكد على مبدأ حل الدولتين.

خلاصة الأمر هاريس باتت تشكل ظاهرة هى والكابتن تيم والز الذى ابدع في خطاب قبوله بطاقة الترشح بالأمس، لكن هاريس اليوم أظهرت قوة استثنائية في بيان الخطاب الذي جاب حول نشأتها كما بين شخصيتها واظهر دفاعها الشديد عن الطبقة المتوسطة من العمال وأصحاب المهن وايمانها العميق بضرورة توسيع مظلة التأمينات لتكون الطبقة المتوسطة حيوية قادرة لمنع الاحتكار من قبل أرباب العمل أو استفحال الشركات الكبرى في المجتمع الأمريكي، وهو البرنامج الذي يحظى بقبول واسع ويشكل ظاهرة اقتصادية تماما كالتظاهرة الاجتماعية التي تطلقها هاريس في توسيع مظلة التأمينات بحصول كل مواطن أمريكي على سكن وهو البرنامج الذي جعلها تصبح متقدمة في كل استطلاعات الرأي وبفارق وصل إلى ثلاث نقاط لأول مرة منذ دخولها قبل شهر في حلبة السباق الرئاسي.

وبعد إسدال الستارة عن مؤتمر الحزب الديمقراطي اليوم تكون كامالا هاريس ودونالد ترامب مرشحين رئاسيين، وهذا ما يعني دخول الولايات المتحدة في الغرفة الرمادية والتي تتوسع فيها التكهنات ويدخل فيها الجميع لاختيار الزعيم القادم للدولة الأكثر نفوذا في العالم، وان كانت الكفة تميل لصالح هاريس لكن اصوات الترجيح مازالت متقاربة لأنها تدخل فيها حسابات كثيرة سياسية واستراتيجية بين معسكر السلاح الذي تتزعمه هاريس، ومعسكر المال الذي يتزعمه ترامب، كما بين معسكر المواطنة التي تتزعمه هاريس ومعسكر الوطنية الذي يقوم على العرقية لترامب، وفي النهاية فالأمر سيبقى مناط ببيت القرار صاحب الولاية التقريرية لبيان الأمر تماما كما يقوم الشعب الامريكي ببيان الحالة الإقرارية التي لا تقوم على الأصوات الشعبية فحسب بل على أصوات الولايات.

فهل تعود أمريكا للوراء أم أنها ستعيد رسم التاريخ بظاهرة "كامالا – أوباما"؟، هذا ما ستجيب عنه قادم الأيام التي ينتظر أن تحمل الكثير من المفاجئات بعدما حددت كامالا هاريس مواقفها من كل القضايا بطريقة واضحة وجلية، فهل ستدخل الولايات المتأرجحة بظلال خارجية كما فعلت روسيا في السابق عندما تفوق ترامب على كلينتون بأصوات الولايات مع أن كلينتون كانت متفوقة بالأصوات الشعبية، ام القاضية هاريس رمت بحجر في حاضنة القياس لتصدر أمر البينة وتحسم المعركة من أول مناظرة مع بداية أيلول القادم، وهو أمر غير مستبعد عن ظاهرة كامالا هاريس؟!..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :