صناديق الاقتراع على المحك .. بين أحلام الأحزاب وحقائق الأصوات
محمود الدباس - ابو الليث
23-08-2024 11:57 AM
سأتناول في هذه العجالة الجانب الحزبي.. وتاثيره في العملية الانتخابية.. وتوقعاتي لكيفية حصد المقاعد الحزبية.. فالانتخابات البرلمانية.. تتسم هذه المرة بدخول قوائم حزبية.. بالإضافة إلى القوائم المحلية.. والتي يمكن لأشخاص حزبيين الدخول فيها.. لعلهم يزيدون من غلة الأحزاب..
فإذا ما علمنا أن عدد المقترعين في الدورة الانتخابية الماضية 2020 كان حوالي 1,380,000 ناخب.. وبنسبة اقتراع قاربت 29%.. والدورة التي سبقتها 2016.. كان عدد المقترعين حوالي 1,500,000 مقترع.. وكانت نسبة الاقتراع تقريبا 36%..
وهذه الدورة.. ومع تشجيع الأحزاب على الاقتراع.. ودخول مرشحين في قوائم حزبية اضافة للمحلية.. فمن المتوقع أن يصل العدد إلى حوالي 1,650,000 ناخب.. اي بنسبة تقترب من 32%.. آخذاً بعين الاعتبار قوى المقاطعة.. بغض النظر عن مسوغات مقاطعتهم..
وإذا ما علمنا أن طريقة احتساب نقطة الحسم أو العتبة للمقاعد المخصصة للقوائم الحزبية.. هي (مجموع الأصوات للقوائم الحزبية مضروبا ب 2.5%).. سنجد أن أي قائمة حزبية ستتأهل للحصول على مقعد أو أكثر يجب أن تحصل على ما مجموعه 41,250 صوتا.. حسب هذه الفرضية..
وبالتالي.. كل قائمة ستحصل على عدد مقاعد بناءً على (عدد الأصوات التي حصلت عليها مقسوما على مجموع عدد الأصوات لكافة القوائم التي تخطت العتبة مضروبا في عدد المقاعد المخصصة للأحزاب).. وعلى افتراض أن مجموع ما تحصلت عليه القوائم التي تخطت العتبة هو 1,100,000 صوت.. يكون ثمن المقعد بالأصوات حوالي 27,000 صوت..
من هنا أجد أنه من الصعوبة بمكان أن تحصد أي قائمة حزبية أكثر من 6 مقاعد.. لذلك تُعوِّل الأحزاب على القوائم المحلية والتي زرعت فيها بعضاً من منتسبيها الذين يراهنون على دعمهم الذاتي..
وهذا ما يدعم وجود منتسبين من الحزب الواحد في قوائم محلية متنافسة لمراهنتهم على الاسماء لا على البرامج والاحزاب..
هذا السيناريو لا يعتمد فقط على الأرقام الافتراضية.. بل يأخذ بعين الاعتبار مدى توزيع القوائم الحزبية على قطاعات المواطنين والجغرافيا.. إضافة إلى مدى تجربة المواطن الأردني مع الأحزاب السياسية.. إذ أن الانتخاب لقائمة حزبية قد لا يكون بالسهولة المتوقعة.. حيث يمكن القول إن عدد المنتسبين للأحزاب هو المؤشر الأكثر دقة لتوقع عدد ما ستتمكن من حصده من أصوات.. ومع إضافة نسبة متوقعة من المؤازرين قد تصل الى 200% من عدد المنتسبين.. مضافا اليها التصويت العشوائي لغير العارفين بالقوائم الحزبية.. والذي اتوقعه سيكون الفارق الواضح في الاصوات التي ستحصدها القوائم..
بذلك.. يصبح المشهد الانتخابي أكثر تعقيدا.. حيث ستكون هناك منافسة شرسة بين الأحزاب للوصول إلى العتبة المطلوبة.. وكل صوت سيحسب بدقة.. مما يجعل من الضروري أن تتخذ هذه الأحزاب استراتيجيات أكثر فعالية في كسب الناخبين والتأثير فيهم بشكل مباشر.