حمى الانتخابات الأمريكية قد تفشل صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب
م. مهند عباس حدادين
23-08-2024 09:43 AM
يبدو أن حمى الإنتخابات الأمريكية والتي إحتدم التنافس فيها بين الديمقراطيين برئاسة المرشحة الجديدة كاميلا هاريس والجمهوريين برئاسة دونالد ترامب،والذي يتزامن هذا التنافس مع إنعقاد المؤتمر السنوي للجمهوريين الداعم لهاريس، سيمس هذا التنافس الإنتخابي بين المرشحين مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف حرب غزة نتيجة تدخل دونالد ترامب من خلال إتصالات غير معلنة مع نتنياهو وذلك لإفشال هذه الصفقة، ووعوده لنتنياهو بتنفيذ صفقة القرن عند قدومه للبيت الأبيض وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لإسرائيل كان ينوي تنفيذها في السابق عندما كان رئيسا للولايات المتحدة ،وهي بالتالي ستبدو مقنعة لنتنياهو حيث أن إطالة حرب غزة هي هدفه الرئيسي لكسب زخم سياسي وتحقيق نصر وهمي ومحاولة منه لتصفية الفلسطينيين والسيطرة على قطاع غزة وتنفيذ الخطط الإقتصادية الإستراتيجية التي تحلم بها إسرائيل وقد ذكرتها في مقالات سابقة.
أما بالنسبة للجمهوريين برئاسة مرشحهم ترامب الذي يريد إفشال جهود الديمقراطيين برئاسة الرئيس الحالي بايدن والمرشحة للرئاسة نائبته هاريس ،حيث يريد ترامب إثبات أن إدارة الديمقراطيين الحالية برئاسة بايدن فشلت في سنوات حكمها السابقة في إدارة البلاد إقتصاديا وأغرقتها في الديون وغلاء الأسعار وشبح الركود ،إضافة إلى فشلها في إدارة المشهد السياسي الخارجي من حرب غزة حيث أنها لم تساعد إسرائيل في الخروج من مأزقها منتصرة وبنفس الوقت لم تسلم من الغضب العالمي العارم من حيث عمليات القتل المتعمدة للأطفال والنساء في غزة والتي إنطبعت في عقول الشعوب في مختلف دول العالم ومن بينهم الشعب الأمريكي ،والذي أيضا سيستغله ترامب ضد بايدن في حملته الإنتخابية.
لقد كان هذا واضحا من خلال خطابات ترامب الإنتخابية بأنه إذا وصل البيت الأبيض للمرة الثانية فإنه سيوقف حرب أوكرانيا وحرب غزة ويعمل على معالجة قضية تايوان ،وهم سبب رئيسي لما وصل اليه الإقتصاد العالمي من تدهور بشكل عام والإقتصاد الأمريكي بشكل خاص ،هذه التصريحات دفعت ببايدن لكسب مكاسب إنتخابية لحزبه برئاسة مرشحة الحزب الجديدة هاريس،بالضغط لإبرام صفقة قد يحصد نتائجها والتي ستصب في صالح حزبه،وكذلك الأمر بالنسبة للحرب الأوكرانية، بدأ بأسلوب جديد في نهاية فترته الرئاسية بالتصعيد من جديد لإقناع الناخب أن هذه الحرب والدعم المتواصل لأوكرانيا منذ إندلاعها يمكن تحقيق النصر فيها بإجبار روسيا على الجلوس على طاولة المفاوضات وارجاع المقاطعات التي إحتلتها ،فبدلا من مهاجمة أوكرانيا للمقاطعات التي إحتلتها روسيا ،قام بايدن بدعم الأوكرانيين بضرب أهداف داخل العمق الروسي واحتلال أراضي من مقاطعة كورسيك الروسية،ولم يكتف بذلك بل بعثر الأوراق جميعها عندما خرج بتصريحات خطيرة بأن روسيا والصين وكوريا الشمالية يعدون العدة لضربة نووية أستباقية ،مما دفعه بإصدار أوامر سرية بإنتشار الأسلحة النووية ومراجعة الخطة النووية لهذه المواجهات وخصوصا مع الصين، وقام بالحشد العسكري في منطقة الشرق الأوسط مع وصول حاملة الطائرات لينكولن والتي تحمل احدث مقاتلات أمريكية ،خشية فشل المفاوضات وإنزلاق المنطقة الى الحرب الحتمية،كل هذه الإجراءات ستعرض الأمن العالمي للخطر.
على الجانب الآخر يبدو أنه من المستبعد أن تقوم حرب عالمية او إقليمية على أقل تقدير بسبب أوكرانيا او غزة او تايوان،وخصوصا أن الجانب الآخر وهم الصين وروسيا ادركوا أنه هذه الفترة يجب أن تمر بالتهدئة وضبط النفس وبإنتظار من سيصل إلى البيت الأبيض، خصوصا إذا وصل ترامب اليه،لأنه يعتبر هذه الحروب والنزاعات عبثية، وانها لا تصب في صالح الإقتصاد الأمريكي فلا بد من إيقافها .
* المهندس مهند عباس حدادين/ خبير ومحلل استراتيجي واقتصادي
mhaddadin@jobkins.com