الانتخابات النيابية ونداء الوطن
علي السنيد
22-08-2024 11:25 AM
تعد الانتخابات بشتى اشكالها محطة هامة ورئيسية في حياة الشعوب الديموقراطية حيث تتجلى الإرادة الوطنية بأبهى صورها، وتفرز القاعدة الاجتماعية رؤاها وافكارها وتصوراتها من خلال اصواتها التي تدلي بها في صناديق الاقتراع.
والشعوب تعبر عن تطلعاتها الوطنية ، ومطالبها المشروعة وفقا لانحيازها للبرامج الحزبية التي تعكس خياراتها، ولطبيعة الممثلين الذين يحوزون على رضى الناس، ويحظون بالتكليف الشعبي لتحقيق امالهم.
وفي مواسم الانتخاب تعيد الشعوب اكتشاف خارطة القوى الحزبية الفاعلة ، والمؤثرة في حياتها السياسية والقادرة على تجسيد ارادتها الوطنية.
وينتهز الناخبون الفرصة في هذا اليوم الوطني المشهود لتجديد النخب، وللتأكيد على ارادتهم الحرة، والاستجابة لنداء الوطن.
ويتم التفويض العام بناء على حجم القاعدة التصويتية لكل حزب يتنافس من خلال برنامجه مع الأحزاب الاخرى على أصوات المواطنين.
وفي الانتخابات تظهر وجوه جديدة، وتضخ دماء جديدة في الدورة السياسية للمجتمع، ويعاد توزيع نواتج العملية الديموقراطية على سلطات الدولة، وفق قدراتها وامكانياتها المتاحة.
وهي فرصة لتغيير المزاج العام في الدولة، وتنشيط القوى المجتمعية للعمل والانجاز.
ويمكن لكل من لديه تصور عملي لمستقبل البلاد ان يعبر عن ذلك من خلال ترشحه او تصويته، وهذه هي الالية الصحيحة المتبعة في التعبير عن الإرادة الشعبية.
وفي ضوء النتائج النهائية تكون الصناديق هي الفيصل.
والأردن اليوم بات على أبواب تحقيق المشروع الوطني الكبير لتحديث المنظومة السياسية، والاقتصادية، والادارية للدولة الأردنية، والذي اطلقه جلالة الملك في مطلع المئوية الثانية ، واستحابت له كافة المؤسسات الدستورية ، وستكون هذه الانتخابات التي صرنا على مقربة منها أولى تطبيقاته العملية.
وانا اهيب بالأردنيين بان يتداعوا الى الصناديق بقلب مفتوح، وان يولوا يوم الاقتراع جل اهتمامهم، وان لا يبخلوا على وطنهم بأصواتهم الحرة، وان ينحازوا للبرامج والاحزاب التي تعبر عن احلامهم، وتطلعاتهم الوطنية المشروعة.