facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الذكرى الخامسة والخمسون لإحراق المسجد الأقصى


معتز بالله عليان
22-08-2024 10:37 AM

خمسة وخمسون عاماً مرت على ذكرى إحراق أولى القبلتين ومسرى رسولنا الكريم، تعبر في الذاكرة فيتذكر من عاصروا هذه الكارثة بكل المقاييس ما جرى يومها، وتنغرس في أعماق أذهاننا سردية من رحلوا منهم حين أخبروا عنها، فمع بواكير صباح يوم 21 آب من عام 1969م، امتدت يد الغدر لتضرم النيران بشكل متعمد في أروقة الجناح الشرقي للمسجد الأقصى، ويأتينا من أستراليا أبا لهب العصر، يهودياً متطرفاً ليفرغ أحقاده على المسلمين عموماً، وعلى الفلسطينيين بوجه خاص، حيث أشعل هذا المتطرف النيران التي أتت على واجهة المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، ما تسبب بإحداث ضرر كبير في البناء، كما أعملت الخراب في العديد من المعالم لهذا المكان المقدس القابع في مدينة القدس زهرة مدائن الدنيا وقلبها النابض بتكبيرات التوحيد الأبدية لله.

فها هو مسجد عمر الذي يجسد تلك اللحظة التاريخية لدخول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدينة القدس فاتحاً لها طارداً كل اليهود الناقضي العهد أهل الغدر إلى ما وراء أسوارها يغرق في ألسنة اللهب، وتأكل النيران ما يزيد على 1500 متر من محراب زكريا المجاور لمسجد عمر الذي كان شاهداً على قداسة مريم بنت آل عمران بتعبدها بداخله وكان النبي زكريا يقصده زائراً لها، ومقام الأربعين الذي احتضن في ثراه أربعين من الصحابة، وهو المجاور لمحراب زكريا، لتنهار ثلاثة أروقة من أصل سبعة مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزءاً من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودين مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، وأربعاً وسبعين نافذة خشبية، كلها أحرقتها نيران ذلك المتطرف، وبدا المشهد وكأنه يجسّد مارد الحقد الأبدي من قتلة الأنبياء على مصلى ومقام الأنبياء. وبالرغم من تحديد هوية ذلك المجرم، وإلقاء القبض عليه، لكن الزيف الاسرائيلي ما انفك يلفق الأباطيل والمزاعم الكاذبة في أن دنيس (المجرم الذي أحرق المسجد) مجنون ومختل عقلياً، وما كان من شرعة الاحتلال الاسرائيلي إلا أن اكتفى بترحيله إلى أستراليا. فعن أي سلام وتعايش سلمي بيننا وبينهم يتحدثون؟؟؟؟

لقد تطلب ترميم وإصلاح ما أعملته النيران الغادرة سنوات عديدة وجهوداً مضنية، حتى يرجع المسجد الأقصى إلى عهده. لكن هناك ما لم تتمكن الأيام ولا السنون من ترميمه في ذاكرتنا.. في أنفسنا.. ومع كل عام تحل هذه الذكرى المأساوية، نزداد يقيناً بأن التاريخ لا يعيد نفسه.. وأن الحادثات وإن تعاظمت في وقت مضى وتكررت في زمن نعيشه، فهي لا تكرر نفسها بل تكرر ذهنية معينة لدى أعداء الدين الإسلامي والبقاء الفلسطيني العربي في هذه المدينة المقدسة والخالدة خلود الدهر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :