صور المرشحين .. معرفة بصرية بانتظار القناعة
نيفين عبد الهادي
22-08-2024 12:36 AM
عن صور المرشحين للانتخابات النيابية، حتما لها الأثر الجيد لمعرفة المرشح «بصريا» إلى حدّ كبير، فبعضهم نحتاج معرفة صورته لمعرفة من «يكون»، فيما يبقى موضوع المعرفة البرامجية والمهنية «قيد الدراسة» والتفكير عند المواطنين، الأمر الذي يجعل من موضوع صور المرشحين مسألة هامة في جزء بسيط من الدعاية الانتخابية، ويبقى الجزء الأكبر والأهم لجوانب أخرى متعددة.
بمجرد السير بأيّ من شوارع العاصمة ومحافظات المملكة كافة لمدة تقل عن الساعة، يمكن الحصول على ايجاز «بصري» للمرشحين لخوض الانتخابات النيابية 2024 المقررة في العاشر من أيلول المقبل، وهذا الايجاز بطبيعة الحال اختصره مرشحون «محلية» و»العامة» بجملة واحدة يعرّفون عن أنفسهم ربما تنقل جزءا بسيطا عن فِكرهم وطبيعة برامجهم، وتبقى ساحة التعريف عن الذات واسعة وحتما تحتاج الكثير من الجهود سيما للقوائم العامة التي يجب أن يصل مرشحوها لكافة محافظات المملكة كون ناخبيها من المحافظات كافة.
نختلف أو نتفق على شكل توزيع اللافتات والآرمات للدعايات الانتخابية، هي ضرورة وجزء هام من تفاصيل العملية الانتخابية، علاوة على كون المعرفية البصرية جزءا هاما للناخب، وضرورة، تعرّفه بالمرشحين الذين قد يصلون العبدلي بعد يوم العاشر من أيلول المقبل، لكن اليوم حتى في هذا الجانب يرى خبرا انتخابات أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت توفّر هذا الجانب بشكل كبير وايجابي، وواسع، بالطبع إذا ما تم استخدامها بشكل صحيح وعملي وحقيقي، وذهب الخبراء للحديث عن الدعايات الفردية التي تسيطر على مشهد الدعايات الانتخابية «بالصور» التي نشاهد، أنها تكون أكثر جدوى على «السوشال ميديا» ليترك جانب الصور للقوائم ففي تلخيص برامجها بفكرة وجملة مسألة هامة وضرورة للمرشح.
بانوراما الصور للمرشحين التي بالغ البعض في وصفها بالمخالفة، مسألة هامة للمرشح لكنها ليست الأهم، وليست بالغة الأهمية، فوسائل كثيرة أكثر نجاعة منها، ما يجعل من مزاحمتها بعضها البعض وفي أماكن محددة أصبحت تضيق بعدد الصور بها، مسألة يمكن التخفيف منها كون الصورة اليوم تنقل شكلا خارجيا، وإن كان لذلك أهمية بطبيعة الحال لتكوين جزءا من القناعة، وتبقى المضامين مسؤولية المرشح لإقناع الناخبين ودفعهم للاقتراع، والتوجه لصناديق الاقتراع.
كثير ما يعترض المواطن على ازدحام منطقته بالصور للمرشحين، ليس تذمرا بقدر ما هي شكل من أشكال الفوضى، التي ربما تجمع صورا للمرشح ذاته بالمكان نفسه، وكما أكدت الهيئة المستقلة للانتخاب التي تبذل جهودا كبيرة مع الجهات الرسمية التي تتشارك معها في مواجهة مخالفات الدعاية الانتخابية، أكدت أن الساعات الأولى التي أعلنت بها قائمة المرشحين شهدت شوارع المحافظات وأكثرها عمّان، تزاحما كبيرا حدّ التلوث البصري من الصور واليافطات، ما استدعى إزالة أعداد كبيرة وضبط هذه المخالفات على الفور، وهذا يعكس بداية حرص المرشح على تعريف نفسه «بصريا ما زلت أصرّ عليها» للناخبين، إضافة لحرصه على الإعلان بشكل واضح أنه يخوض الانتخابات النيابية 2024، لكن الطريق للنيابة لم ولن تنتهي بصورة المرشح، فالدعاية الانتخابية تحتاج الكثير من الإجراءات الأخرى حتى يحصل المرشح على ثقة الناخب.
الدستور