محافظ البنك المركزي عادل شركس في جامعة اليرموك
السفير الدكتور موفق العجلوني
20-08-2024 10:54 PM
في وقفة تأمل و تحليل لكلمة معالي محافظ البنك المركزي الدكتور عادل الشركس خلال رعايته لحفل تكريم أوائل خريجي جامعة اليرموك " غير المسبوق " يوم امس الاثنين بحضور رئيس الجامعة عطوفة الدكتور اسلام مساد، حيث حسب معلوماتي لم يسبق ان قام محافظ بنك مركزي برعاية حفل تخريج لجامعة، و هذا له دلالات و مؤشرات هامة جداً و خاصة اننا نعيش عصر الذكاء الاصطناعي، أراد معاليه توجيه رسائل هامة للخريجين، كان اهم هذه الرسائل:
قيمة التعليم وأهمية الاستثمار في المعرفة. وأن التعليم هو الأساس الذي يمكن أن يبني عليه الأفراد نجاحاتهم في المستقبل، ويدعم النمو الاقتصادي والاستقرار.
يسير الأردن في أجندة الإصلاحات الاقتصادية دون انقطاع، لا سيما على صعيد تمكين الاقتصاد الوطني من النمو بوتيرة أعلى، وتسهيل الوصول للتمويل، ومرونة سوق العمل، وجذب الاستثمار الأجنبي، إلى جانب مواصلة الضبط المالي، بما يتوافق مع رؤية التحديث الاقتصادي.
على الشباب أن يكونوا على قدر كبير من الوعي والاستعداد مواجهة تحديات يواجهها العالم في خضم الأوضاع الاقتصادية الدولية غير المواتية، بحكمة وذكاء ، و أن مستقبل الاقتصاد العالمي يسير نحو تعزيز الرقمنة، والتحول الرقمي والتكنولوجيا المالية، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الأخضر.
أن الأردن مستمر في تنفيذ إصلاحات اقتصادية هامة، بما في ذلك تعزيز نمو الاقتصاد الوطني، وتسهيل الوصول إلى التمويل، وتحسين مرونة سوق العمل، وجذب الاستثمار الأجنبي.
ان الاردن ملتزم بتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي من خلال تنفيذ رؤية تحديث اقتصادية طموحة استناداً الى توجيهات جلالة الملك حفظه الله .
تعمل الحكومة على تحسين الظروف الاقتصادية، مما يعزز من الأمل في المستقبل وبمقدور الشباب المساهمة في هذه الإصلاحات.
ضرورة تحلي الخريجي بالوعي والاستعداد لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، مثل الرقمنة، التحول الرقمي، التكنولوجيا المالية، والاقتصاد الأخضر. هذا يشير إلى أهمية التكيف مع التغيرات السريعة في الاقتصاد العالمي.
على الخريجين تطوير مهاراتهم بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية الجديدة، مما يساعدهم على التميز في سوق العمل وتقديم مساهمات قيمة في المجالات المستقبلية.
أهمية التركيز على الرقمنة والتكنولوجيا المالية ، لان ذلك يعكس أهمية الابتكار والتقنيات الحديثة في تحقيق النمو الاقتصادي والاستجابة للتحديات المستقبلية.
على الخريجين تبني التقنيات الحديثة والتفكير الابتكاري كجزء من استراتيجياتهم المهنية.
إيمانه بدور الشباب كقوة دافعة للتنمية الاقتصادية في المستقبل. وتقديره للقدرات والإمكانات التي يمتلكها الخريجون.
لدى الخريجين الشباب الثقة التامة والقدرة على التأثير والإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية والتغلب على التحديات.
من هنا، أراد الدكتور شركس من خلال كلمته أن ينقل رسائل إيجابية حول التقدم الاقتصادي في الأردن، ويشجع الخريجين على أن يكونوا جزءاً من هذا التقدم من خلال التحلي بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية. كما أكد على أهمية الابتكار والتحول الرقمي في الاقتصاد الحديث، مما يعطي الخريجين إشارات واضحة حول الاتجاهات المستقبلية التي يجب عليهم مواكبتها.
و كلمة حق في معالي الدكتور شركس والذي اكن له كل تقدير واحترام على المستويين الشخص والرسمي، فقد لعب دوراً أساسياً في المحافظة على الاستقرار المالي والاقتصادي للمملكة من خلال المحافظة على سعر صرف الدينار الأردني و المخزون الاحتياطي من العملات الصعبة في البنك المركزي و استقرار الدينار الأردني .
و من خلال متابعتي للدكتور شركس لأدارته للبنك المركزي و زملائه الاكفاء في البنك المركزي الذين يعملون بروح الفريق الواحد ، فهو حجر الزاوية في الحفاظ على الثقة في الدينار الأردني وتعزيز الاستقرار المالي للمملكة.فمنذ توليه إدارة البنك المركزي " و كان خير خلف لخير سلف ، قام الدكتور شركس بخطوات استراتيجية هامة لضمان استقرار الدينار الأردني. واستطاع البنك المركزي أن يتصدى للتحديات الاقتصادية التي واجهت الاردن، من خلال سياسة نقدية محكمة تهدف إلى السيطرة على التضخم وضمان استقرار الأسعار. فالدكتور شركس يعتبر نموذجاً يحتذى في استخدام أدوات السياسة النقدية بفاعلية للحفاظ على قوة الدينار، وهو ما يعكس التزامه العميق في تحقيق الأهداف الاقتصادية للبلاد.
بنفس الوقت حرص البنك المركزي على بناء وتعزيز مخزون العملات الصعبة، الذي يُعتبر دعامة أساسية لضمان استقرار الدينار وتعزيز الثقة في الاقتصاد الأردني. وإن الحفاظ على مستوى مناسب من احتياطات العملات الصعبة لا يساهم فقط في استقرار أسعار الصرف، بل يضمن أيضاً قدرة البنك المركزي على مواجهة أي تقلبات خارجية قد تؤثر على الاقتصاد. من خلال إدارة فعّالة واستراتيجيات مدروسة، استطاع الدكتور الشركس أن يضمن لأردننا القدرة على التعامل مع أي ضغوطات اقتصادية عالمية.
ومن خلال تنفيذه سياسات نقدية رشيدة، تمكن من دعم النمو الاقتصادي المستدام وتعزيز البيئة الاستثمارية في الأردن. لقد عمل على توفير بيئة اقتصادية متوازنة تُحفز الاستثمار وتدعم النمو، مما ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأردني.
واخيراً وليس اخراً، أود أن أعبر عن تقديري العميق للدور الحيوي الذي يلعبه الدكتور عادل الشركس كمحافظ للبنك المركزي، والتزامه الثابت وجهوده المستمرة وزملائه في تعزيز الاستقرار النقدي والاقتصادي في الأردن، والذي يعتبر نموذجاً يحتذى به في الإدارة المالية الرشيدة. نحن ممتنون للدكتور شركس على تفانيه وعمله الدؤوب في الحفاظ على قوة دينارنا واستقرار اقتصادنا، ونتطلع إلى المزيد من النجاحات تحت ادارته الحكيمة.
و من هنا كانت جامعة اليرموك محقة كل الحق و مشكورة و خاصة رئاسة الجامعة عطوفة الدكتور اسلام مساد و رئيس نادي خريجي الجامعة الدكتور عصام العزام ، بهذه المبادرة غير المسبوقة ، بدعوة معالي محافظ البنك المركزي الدكتور عادل شركس لرعاية حفل خريجي الجامعة الفوج ٤٥ . و خاصة ان خريجي الجامعة الشباب و هم يتطلعون الى الالتحاق في سوق العمل كان فرصة نادرة بالاستماع لشخصية اردنية قيادية في اهم المواقع على الساحة الأردنية ، و خاصة في توجيه عدة رسائل للخريجين وعلى رأسها ضرورة أن يكون الشباب على قدر كبير من الوعي والاستعداد لمواجهة تحديات يواجهها العالم في خضم الأوضاع الاقتصادية الدولية غير المواتية، بحكمة وذكاء، و أن مستقبل الاقتصاد العالمي يسير نحو تعزيز الرقمنة، والتحول الرقمي والتكنولوجيا المالية، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الأخضر.