facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شررب ..


د. صبري ربيحات
19-08-2024 10:20 PM

من باب التكريم وتنامي الحاجة الى انعاش العلاقات الاجتماعية الخدرة ومع دخول موسم الانتخابات النيابية مرحلة الذروة ورغبة المرشحين والاحزاب في استمالة الأصوات الحائرة تتزايد الولائم التي يقيمها الاردنيون بمتوالية هندسية لتصل المستوى الأعلى لها منذ تماني سنوات.

القصابون واصحاب الصالات ومحلات الانارة ومراكز خدمات الصواوين والضيافة يشيرون الى تزايد الطلب على السلع والخدمات التي شهدت ركودا في الآونة الاخيرة.
جل موازنات الترويج التي يضعها المرشحون لمقاعد النيابه و والطامعون والطامحون في الحصول على مقاعد في المجالس التي ستشكل بعد النتائج تذهب للطعام والشراب والحلوى وبعضها يتجه الى طباعة الصور وحل بعض ازمات الافراد والعائلات في الدوائر الانتخابية .

الجميع ينظر الى هذا النوع من الإنفاق على انه استثمار مضمون العائد فمقدار ما تنفق تزداد فرص النجاح والشهرة ومستشفيات الرضا الشعبي والرسمي. البعض قد يذهب الى ابعد من ذلك فيوسع اوجه الإنفاق للتأجير على ارادة الناخبين وشراء الذمم.

الفتيت واللحم والمناسف تغني عن الخطب والافكار والبرامج فلا لزوم لان ترهق نفسك في شرح برنامج انتخابي او حتى التفكير في صياغته فكل ما تحتاج له هذه الايام أن تنثر اكبر عدد من الطاولات في ساحات مضاءة ليلا وياتي سيل المناسف ليكمل رسم صورة اللقاء ويطل كبير الاسرة في ثوبه الأبيض ليدعو الجميع الى تناول الميسور.
في هذه الامسيات من صيف الاردن الجميل يشكل الالتقاء حول طاولات المناسف رباطا مهما بين المرشح وقاعدته الانتخابية وتأتي كلمة شررب لتختصر المشهد كله . فللكلمة ايقاع يحبه الجميع.

كلمة شررب التي تعني سكب مرق اللحم على القطاع الابعد من مركز الصحن الدائري وفي المنطقة التي تتقاسم أيادي الضيوف جغرافيتها هي الكلمة الدارجة والتي تسبق عملية الاشتباك مع الطبق بدقيقة.

في ثقافتنا الشراب كلمة تشير الى السوائل التي نتناولها دون حاجة الى القواطع والانياب والطواحين حيث يرتشف الشراب من خلال الشفاه وينزلق نحو البلعوم والمعدة دون أن يتوقف للتفحص والتدقيق في الفم.

في كل مرة اسمع فيها كلمة شررب استغرب ايقاع ومدى دلاله اللفظ على المادة والسياق مع ان له ايقاع مريح يقربنا من سيد الأطباق الاردنية التي عشناها منذ ان كنا صغارا.

في اوائل الثمانينيات كنا طلابا في مدينة لوس أنجلوس الامريكية وكنا نحرص على الالتقاء بابناء الجالية مرتين في الشهر .. في مدينة مجاورة كان يدرس احد ابناء الشيوخ الذي يأتي ليقابلنا ويدعونا لزيارة بيته..لم يكن هذا الزميل العزيز يكترث كثيرا للنقاش ولا الحديث لكنه يسعد عندما نلبي دعوته.

ما ان نحل في بيت هذا الشيخ الكريم حتى يغمرنا اصدقاءوه وزملاوءه المقربين بكرم الضيافة ويقدمون لنا الشراب والمرطبات والمقابلات وهو منهمك بعيدا عنا لا نسمع له صوتا ...وما ان يجهز المنسف الذي اعده على الاصول حتى يقبل وهو منفرج الاسارير قائلا " تفضلوا ع الميسور" وكثيرا ما كانت مساهمه التي يحب ان يقدمها طوال ليلة كاملة.

الاردنيون يفرحون بالكرم والعطاء والكثير منهم يفخر بعدد المرات التي قدم فيها طعاما اكثر من عدد المرات التي صوت فيها على قرار.

حمى الله الاردن وتجربته الديمقراطية الرائدة وزادنا الله لحما وشرابا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :