الانتصار في معركة التحديات مرهون بحسم الوعي!
د.زهير أبو فارس
19-08-2024 08:06 PM
بالتزامن مع دخول بلدنا مئويته الثانية، تم تدشين المشروع الوطني الأردني للتحديث والإصلاح الشامل، الذي انطلق وفق رؤية ملكية ثاقبة وواضحة لمستقبل الأردن في عالم متغير، لا مكان فيه للضعفاء الذين لا يستطيعون التكيف مع المتطلبات الوجودية، والتي يراهن جلالة الملك، في تحقيقها، على الطاقات الكامنة الهائلة في مجتمعنا، وبخاصة فئاته الشابة، التي تتميز بالحيوية والديناميكية والطموح الذي لا يعرف الحدود، إضافة إلى الدور المحوري الذي يجب أن تضطلع به الأحزاب، والنقابات، والقوى الإجتماعية والفكرية، بل وكافة فئات المجتمع المدني الحية، كروافع حقيقية وفعالة، لهذا المشروع الذي لا رجعة عنه.
كما أن إنجاح هذه المسيرة، ووصولها إلى غايتها لا يمكن أن يتم دون أن يواكبها "ثورة بيضاء"في ميدان الثقافة والفكر، لتشكيل الوعي المجتمعي ، القادر على حمل رسالة التغيير ، الكفيلة بصهر طاقات المجتمع في بوتقة عملية بناء الأردن القوي الانموذج، في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والإدارية، لخدمة الأردن الوطن والإنسان.
وفي هذا الإطار، لا بد من التركيز على الدور المحوري في هذا المشروع للمؤسسات الثقافية والفكرية والابداعية في القطاعات الرسمية والشعبية كافة، ونعني وزارات الثقافة، والتربية والتعليم، والشباب والأوقاف..وغيرها ، ومعها قوى وهيئات المجتمع المدني،ذات العلاقة بالفضاء الفكري ،والإبداعي ، والثقافي، والفني العام ، التي لا تزال تختزن الطاقات الكبيرة، الغير موظفة، بشكل مباشر وفعال، في الدور المنوط بها، والمتمثل في تشكيل الوعي، وصياغة الوجدان الوطنيين، كضرورات وروافع حقيقية ،لا بد منها ، لإنجاح هذا المشروع الوطني، أو ان شئتم، "الثورة البيضاء" التي يقودها جلالة الملك والتي يمكن استخلاصها من خلال دراسة متانية للأوراق النقاشية الملكية السبع،والتي تمثل الإطار الجامع للمنطلقات الفكرية لصناعة الوعي المجتمعي -اذا جاز التعبير- ،وهي حالة تنموية،تنويرية، ضرورية للتغيير - سلاحها الفكر الإبداعي-التنويري- النقدي ،الذي يقوم على ترسيخ وحضور الذات الايجابية- البناءة - الفاعلة ،وفي الوقت نفسه، قبول الآخر المختلف ، ما دامت الجهود،في المحصلة، موجهة في خدمة الوطن.
ويقينا أن الانتصار في معركة التحديات القادمة سيبقى مشروطا في حسم جبهة الوعي، التي لا يزال جلالة الملك يراهن عليها ..!