هذا الشبل من ذاك الأسد
السفير الدكتور موفق العجلوني
19-08-2024 11:31 AM
تُعدُّ مسيرة العائلات العريقة ذات الأثر الكبير في تاريخ الدول مثالاً على كيفية تأثير القيم والمبادئ التي يتوارثها الاجيال جيلاً عن جيل.
ونحن في الأردن الذين تربينا على القيم الهاشمية التي تعود جذورها الى النبي سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي صلى الله عليه وسلم، والممتدة على طول وعرض الوطن، نجد نموذجاً حياً لذلك في العائلات الأردنية. بالأمس شيع الأردنيون بمعية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وسمو ولي العهد الامير الحسين قامة اردنية عزيزة على قلوب الأردنيين كان لها بصمات في تاريخ الأردن، عاصرت ورافقت المرحوم بإذن الله جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، وهل هنالك صحبة ورفقة درب أجمل وأحلى واعرق من رفقة الملك الحسين طيب الله ثراه. وخاصة ان هذه الرحلة كانت مسيرة نهوض وإنجاز وتقدم ورخاء، وبنفس الوقت واجهت العديد من التحديات، ولكن بحكمة الحسين تم تجاوز كل العقبات وهكذا سار دولة المرحوم زيد الرفاعي " أبو سمير " على هذا النهج الحسيني الهاشمي.
هذا النهج باعتقادي، وانا اشاهد الابن سمير الرفاعي في تشيع والدة، لمست صورة الاب مطبوعة على جبين زيد والتي سار عليها مع جلالة الملك عبد الله، حيث استمر زيد بنفس مسيرة والده مع جلالة الملك عبد الله. وان اختيار سمير زيد الرفاعي لترأس اللجنة الملكية للتحديث المنظومة السياسية لا يخرج عن هذه المسيرة الرفاعية مع القيادة الهاشمية.
ولد زيد الرفاعي في بداية القرن العشرين، وسرعان ما أصبح أحد الشخصيات البارزة في الحياة السياسية والإدارية في الأردن. شغل المرحوم زيد الرفاعي العديد من المناصب الرفيعة، من أبرزها رئاسة الحكومة، وكان له دور حاسم في بناء الدولة الأردنية الحديثة. اتسمت فترة خدمته بالجدية والإخلاص والالتزام العميق بخدمة الوطن، مما جعله يحظى باحترام القيادة الهاشمية والشعب الأردني على حد سواء.
عمل زيد الرفاعي على وضع الأسس التي ساهمت في تطور الدولة الأردنية، وبنى علاقات استراتيجية ساعدت في تعزيز مكانة الأردن على الصعيدين الإقليمي والدولي. لم يكن دوره محصوراً فقط في السياسة، بل امتد إلى تقديم نموذج يحتذى به في القيادة والرؤية الاستراتيجية، مما جعله مرجعاً لكثير من القضايا الوطنية.
سمير زيد الرفاعي، الذي ولد في خضم هذه البيئة السياسية النشطة، نشأ في كنف والده ، كان له تأثير كبير في تشكيل شخصيته وإعدادها لتحمل المسؤولية. تلقى سمير تعليمه في أرقى المؤسسات التعليمية، واستفاد من تجربة والده في السياسة والإدارة. تعلم من والده القيم والمبادئ التي تركز على الخدمة العامة والالتزام بالقضايا الوطنية.
دخل سمير الرفاعي المجال السياسي والإداري بنفس العزيمة التي تميز بها والده، وسرعان ما برز كقائد قادر على مواجهة التحديات وتعزيز تقدم الأردن. تولى سمير العديد من المناصب الرفيعة، منها رئاسة الحكومة ، حيث عمل على تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات. وقد شكلت فترته في المنصب علامة فارقة في تاريخ الأردن، فقد شهدت تلك الفترة تحقيق العديد من الإنجازات الكبيرة، واستمرت روح القيادة العائلية في التأثير بشكل إيجابي على التطورات السياسية والاجتماعية.
كانت قيادة سمير الرفاعي موضع تقدير كبير من قبل القيادة الهاشمية والشعب الأردني، الذي رأى فيه امتداداً لرؤية والده وقيمه. قدم سمير نموذجاً حديثاً للقيادة التي تستند إلى المبادئ الأساسية التي أسسها والده، مما عزز من احترامه وثقة الناس في قدراته.
وفي بلدنا الحبيب الأردن، نجد نموذجاً حياً لذلك في عائلة الرفاعي، وبالأخص في رحلة النهوض والإنجاز التي خاضها سمير زيد الرفاعي، وهي رحلة تأثرت بشكل كبير بتجربة والده المرحوم زيد الرفاعي.
كان للمرحوم زيد الرفاعي علاقة وثيقة ومميزة بالمرحوم جلالة الملك حسين بن طلال رحمه الله، الذي قاد الأردن خلال فترة مفصلية من تاريخ البلاد. كان زيد الرفاعي من المقربين للملك حسين، حيث عمل معه بشكل وثيق في مختلف القضايا الوطنية، وساهم في تحقيق رؤية جلالته لتطوير الأردن وتعزيز استقراره.
لقد شهدت علاقة زيد الرفاعي بالملك حسين التقدير والاحترام المتبادل. كانت مشورة الرفاعي محل اهتمام من الملك حسين، وقد أظهر زيد الرفاعي ولاءً وتفانياً في خدمة الوطن تحت قيادته. من خلال هذه العلاقة، ساهم الرفاعي في تنفيذ سياسات الملك حسين، وكان له دور كبير في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي شهدته المملكة في تلك الفترة.
عندما تولى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، كان سمير زيد الرفاعي في موقع يمكنه من تقديم دعم كبير لجلالة الملك في مساعيه لإحداث التغييرات والتطويرات المطلوبة في المملكة. ارتبطت علاقة سمير بجلالة الملك بروح التعاون والاحترام المتبادل. عمل سمير مع جلالته بشكل وثيق في مختلف المجالات، من تطوير الاقتصاد إلى تعزيز الاستقرار الاجتماعي.
كانت فترة عمل سمير الرفاعي في المنصب تعكس التقدير العميق لجلالة للملك عبدالله الثاني لرؤيته وقدراته القيادية. كما أن سمير نجح في تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية التي وضعها جلالته، مما ساعد في تعزيز مسيرة الإصلاح والتحديث التي قادها جلالة الملك عبد الله منذ توليه الحكم.
إن نجاح سمير زيد الرفاعي لا يمكن فصله عن إرث والده المرحوم زيد الرفاعي، بل هو تجسيد حقيقي لتلك القيم والتطلعات التي غرسها الوالد في الأسرة. العلاقة الوثيقة التي تربط كل من زيد الرفاعي بالملك حسين، وسمير الرفاعي بالملك عبد الله الثاني، توضح كيف أن الأجيال المختلفة يمكن أن تعمل بتناغم مع القيادة الهاشمية لتحقيق تطلعات الوطن.
في النهاية، تظل قصة عائلة الرفاعي والعديد من العائلات الأردنية على طول وعرض الوطن مثالاً بارزاً على كيف يمكن للعائلات ذات الإسهامات الكبيرة في بناء الوطن أن تستمر في التأثير بشكل إيجابي من جيل إلى جيل. سمير زيد الرفاعي ووالده زيد الرفاعي هما تجسيد للروح القيادية التي توازن بين التقاليد والابتكار، وتستمر في خدمة الوطن وتعزيز مكانته بين الأمم.