تضعك الحكمُ والأمثال والأقوال، الطالعة من تجارب شعبنا العربي الأردني، وتجارب شعوبنا العربية، في حيرة من أمرك، لما فيها من تعارض وتضاد، يصل أحيانًا إلى 100% !!
فثمة المثل العراقي العميق، الذي قرأته على صفحة الصديق السيد أمين البكّاء الذي يقول: «الزلم إِل تفرشلها، يجي يوم تغطّيك» !
وقد علق أحدهم قائلًا: «الخوش زلم والمعدلة». وعلق آخر: «مو كلها».
وثمة المثل الأردني العميق، الذي يتعارض مع المثل السابق : «اللي بِقدّم الرجال، بأَخْروه» !.
فعلى أي جانبيك تميل، أيها الإنسان، الواقع بين مثل عربي، يلخص حكمةً نابعة ممن يجنحون إلى الإيجابية، ويتأملون خيرًا، ممن فرشوا لهم وقدّموا.
وبين مثل آخر، طالع من ألم الذين اكتووا بنار ناكري الجميل، عضاضي الأيدي التي جبرت عثراتهم، الذين انقلبوا على من أحسن لهم.
وإن أكثر ما وقع الانقلاب على ولي النعمة، وعلى موفري الفرص، وعلى رفاق الدرب، كان في الانقلابات العسكرية المدمرة، التي شهدتها شعوبنا المبتلاة، في الحقبة الماضية.
فقد عضت الأفعى بطنها، وأعدم الرفاقُ رفاقَهم!!
وقد انطبق المثل اللعين: «اتقِ شر من أحسنت إليه»، والمثل الألعن:»جِلْد ما هو جِلدك، ع الشوك جرّه» ! في حالات عديدة مرّت مع كل واحد منا، او يعرفها كل واحد منا !!
وثمة المثل المرعب: «قوّي ضعيف حلالك، ولا تقوّي ضعيف رجالك، ضعيف حلالك أن قويته بتوكله، وضعيف رجالك أن قويته بوكلك» !
فقد أكل ضعافُ الرجال، المالَ والرجال، وتنكروا بلا توقف، وبلا ذرة شرف، لمن حقنوهم بالقوة في الوريد والعضل !! تلكم أمثال مدهشة، ينقض بعضُها البعضَ الآخر، وهي تأخذ الناس إلى دوائر التوهان، وتجعلهم في شك وبلبلة وحيرة !! حذرنا زهير بن أبي سلمى، من تقديم المعروف لمن لا يستحقه، حين قال:
ومن يجعل المعروف في غير أهله،
يكن حمده ذمًّا عليه ويندمِ.
وقد أصبح بيت الشعر التالي، مثلًا على من قضى نحبه بمخالب من أجار وأطعم:
من يصنع المعروف في غير أهله،
يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر.
الدستور