الدبلوماسية الاقتصادية ودور السفير سامي المفلح
صالح سليم الحموري
18-08-2024 11:43 AM
في عالم الدبلوماسية، غالبًا ما يُغفل دور الأفراد الذين يعملون بجد وتفانٍ خلف الكواليس، لكن السفير سامي المفلح يمثل استثناءً واضحًا لهذه القاعدة بفضل حكمته وإخلاصه، نجح في بناء جسور قوية بين الإمارات والأردن، مكرسًا جهوده لتعزيز العلاقات الثنائية، خصوصًا في المجال الاقتصادي. وعلى الرغم من تجنبه للأضواء الإعلامية، إلا أن دوره المؤثر والمهم في تحقيق هذه الإنجازات يستحق أن يُسلط عليه الضوء. إنه يجسد نموذجًا للدبلوماسي العصري الذي يدرك أهمية العلاقات الثنائية ويسعى باستمرار لتطويرها.
في كتاب حديث صدر عن جامعة هارفارد بعنوان "بناة الجسور في الحكومات" للدكتور وليم أجيرز، يتحدث عن القادة الاستثنائيين الذين يعززون التعاون بين المؤسسات والدول لتحقيق المصلحة العامة. السفير سامي المفلح يُعتبر بلا شك أحد هؤلاء القادة، حيث يلعب دورًا استراتيجيًا في تعزيز التعاون بين الإمارات والأردن، مشكلاً جسرًا متينًا يمتد بين البلدين. وكما قال سعادة البروفيسور خالد الوزني، رئيس هيئة الاستثمار الاردنية سابقاً: "السفير سامي هو نموذج للشاب الأردني العصامي، المكافح، الناجح، والمتميز بأخلاقه الرفيعة. لقد خدم الأردن والإمارات بهذه الصفات مجتمعة، وهو مثال يُحتذى به. آمل أن يحقق أبناؤنا وشباب الأردن نموذجًا مماثلًا في شتى المجالات."
لقد أثبتت الأزمات العالمية، مثل جائحة COVID-19 والحروب المستعرة حاليًا، الحاجة الماسة لوجود "قادة استثنائيين". لكن لا يجب أن ننتظر وقوع الأزمات حتى يظهر هؤلاء القادة. بدلاً من ذلك، يتعين على المؤسسات والحكومات بناء أنظمة قوية ومستدامة تكون قادرة على مواجهة التحديات المستمرة في عالمنا اليوم. من الضروري أن تصبح دروس القيادة المستخلصة من الأزمات جزءًا لا يتجزأ من الممارسات اليومية للقيادة، مع التركيز على اكتشاف وتمكين الأفراد الذين يمتلكون القدرة على إدارة الأزمات، ليكونوا مستعدين لاتخاذ المبادرات الحاسمة في الوقت المناسب.
قبل أيام قليلة، تجلى الدور القيادي للسفير سامي المفلح عندما استضاف اجتماعًا في منزله بعمان، جمع نخبة من الشخصيات البارزة، من بينهم دولة رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز والقائم بأعمال السفارة الإماراتية في الأردن، الأستاذ حمد المطروشي. كان هذا اللقاء مع مجلس الأعمال الأردني في دبي فرصة حقيقية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وعكس هذا اللقاء الدور الحيوي للدبلوماسية الاقتصادية في تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية المتكاملة. لقد كان السفير المفلح دائمًا حريصًا على فتح آفاق التعاون بين رجال الأعمال الأردنيين والإماراتيين، ويسعى منذ زمن طويل لمساعدتهم في اكتشاف الفرص الاستثمارية في كلا البلدين.
إن الدبلوماسية الاقتصادية التي يمارسها رجل الاعمال "السفير سامي المفلح" تتجاوز التمثيل الدبلوماسي التقليدي، حيث يركز على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية من خلال القنوات الدبلوماسية. من خلال هذه الجهود، يسعى السفير إلى دعم النمو الاقتصادي في كلا البلدين، وتعزيز الصادرات الأردنية، وجذب الاستثمارات الإماراتية، وتطوير التعاون الاقتصادي المشترك. كما يعمل على تسهيل إبرام اتفاقيات التجارة الحرة وغيرها من الاتفاقيات الاقتصادية التي تساهم في تحسين التجارة الثنائية والمتعددة الأطراف، ويدعم الشركات المحلية في التوسع إلى الأسواق الخارجية من خلال تنظيم البعثات التجارية والمشاركة في المعارض الدولية.
الدبلوماسية الاقتصادية هي أداة قوية لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية متكاملة. فهي تمكن الدول من تعزيز نفوذها السياسي وتقوية علاقاتها الدولية عبر القنوات الاقتصادية، مما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار على المستويين الوطني والدولي.
السفير سامي المفلح يجسد نموذج المواطن المثابر والدبلوماسي العصري، الذي يسعى إلى خدمة بلده والبلد الذي يعيش فيه والبلد الذي يمثله. دائمًا ما يتجاوز الأدوار التقليدية ليقدم نهجًا مبتكرًا في تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول. إن جهوده المستمرة تسهم في بناء مستقبل مشرق للعلاقات بين الإمارات والأردن، وتؤكد أن العمل الدؤوب والمخلص هو ما يصنع الفارق الحقيقي في الدبلوماسية الحديثة.