عاجزة هي الكلمات،وضيقة على رحبها الابجدية، فاللغة تمشي على اطراف اصابعها، وتفتح الورود اكمامها في هذا الربيع البهيج، فيما العطور تطلق عبيرها في ارجاء الوطن،فانت في حضرة الملك الباني عبدالله الثاني الملك الشعبي.ففي مشهد عز نظيره في التاريخ، لم نسمع عنه في السابقين او اللاحقين. فقائدنا عبدالله ليست غريبة عليه ابتداء هذه المواقف الانسانية .فعمال الوطن " عمال النظافة " يدعون الى القصر الملكي في عيد العمال ، يعتلون المنصة، ويكرمون كالابطال من لدن جلالة الملك، هؤلاء عمال الوطن الذين يخوضون في كل يوم معمعة لاجل نظافة الوطن،حتى اصبح الاردن من انظف الدول .فالهاشميون الاطهار، كانوا قبل الاسلام سادة العرب، واهل السقاية والرفادة، وهم هم من تّنزلت عليهم رسالة السماء،وبهم اختتمت الرسالات، وعلى بيوتهم العامرة بالخير والايمان هبط الوحي حاملا المعجزة الخالدة، القرآن الكريم، لنشر العدالة، وبسط الفضيلة ، واقامة ميزان الحق.
المكرمون ليسوا نوابا ولا اعيانا ولا وزراء بل عمال نظافة من كافة بلديات المملكة، كرمهم الملك لدورهم الكبير، وهي رسالة ذات دلالة كبيرة، ان كل واحد في موقعه يستطيع رفع مدماكا في هذا الوطن الاحلى والاروع، ولا فضل لاحد على الآخر الا بمقدار عطائه وانتاجه، فالكل سواسية في اردن الامن والامان. وحقيقة الولاء والانتماء عند صاحب الجلالة هو القدرة على العطاءوالعمل وليس الاحتفالات .فالخطابات والقصائد والمظاهرات لا تبني وطنا، ولا ترفع حصاة من على قارعة الطريق تعوق المارة، وقد تسبب الاذى للناس والمركبات. لهذا ففي كل محاضراتي الشبابية تكون الرسالة التي احرص على ارسالها للشباب في معسكراتهم الشبابية التابعة للمجلس للاعلى للشباب " اجمل لقب تسمعه في حياتك عندما يصف الناس سلوكك بالوطنية ، ويقال عنك " وطني ". هذا وسام الشرف علقوه على صدوركم تسلحوا بالفكر والمنطق والابداع وحب الوطن وقائده الانموذج في العطاء. وها هم شباب ابو الحسين يبادلون قائدهم الحب بالحب والوفاء بالوفاء وهنيئا للاردن بقائده وشبابة المميزين الطموحين وابناء مجتمعه الغيورين على الوطن وانجازاته العلمية والتكنولوجية والطبية والتي حققوها بفضل حفاظهم على وحدتهم الوطنية والتفافهم حول قيادتهم الموجهه والنبيلة .
الاسلام جاء لتحرير الانسان من الظلم،وتحرير الرقاب من العبودية،وتحرير البسطاء من سطوة السادة والخوف منهم،وتحرير الاغنياء من احتكار الناس،والمرأة من الدونية. وجاء النبي الهاشمي ليقلب الطاولة على من حولها ،ويصحح المعادلة، "ولكم في رسول الله اسوة حسنة"، فقد كان العبد الحبشي بلال بن رباح في الجاهلية،اقرب الناس الى قلب محمد الهاشمي رسول البشرية،وسيد الخلق ،وقد اصطفاه من بين السادة والصحابة بعد فتح مكة بالصلاة معه داخل الكعبة، لان المكان لايتسع الا الى اثنين، وعندما كانت سيرة ابو بكر الصديق العطرة تُذكر في حضرة العادل عمر بن الخطاب كان يقول سيدنا ابو بكر اعتق سيدنا بلالا من الرق.
.اما الفقير المسحوق الآخر عبدالله بن مسعود المعروف بفقره المدقع، وهزاله الشديد كان النبي العظيم يقول عنه امام الصحابة: ان ساقي ابن مسعود اثقل في الميزان عند الله من اجبل احد،واصبح هذا المعدم في مدرسة محمد عليه السلام حجة واماما وهكذا هم الهاشميون على الدوام مفطورون على حب الناس.
وجاء نهج الملك الباني والمعزز لاعلاء شان هؤلاء المسحوقيين والمهدوديين،في لفتة ملكية وانسانية مؤثرة تثير الاعجاب، وتبعث على الانحناء امام هذا القائد الفذ.
ياالله ما اجملك ايها الملك،وانت " تمالح" عمال الوطن العاملون في النطافة ،وتشاطرهم همومهم، وتكرمهم في قصرك الملكي ،في الوقت الذي يتعفف كبار المسؤوليين عن مصافحتهم، وهي رسالة ذات مغزى في هذه الظروف العصيبة الى العاطلين عن العمل، ان العمل ليس عيبا وانما العيب في اللاعمل حين يكون متاحا بكل مسمياته ، وللاسف فأن العمالة الوافدة تحتل ربع القوة العاملة في الاردن ،وتستنزف ملايين الدنانير شهريا، وقد بلغت تحويلاتها في ستة اشهر قبل اعوام ازيد من نصف مليار دولار.
لذلك احتل جلالة الملك عرش القلوب،وتربع في ذاكرة الناس، قبل ان يجلس على العرش الملكي، بديمومة التواصل مع الشرائح الشعبية كافة،وعلى امتداد الرقعة الجغرافية، من العقبة الى الطرة وما بينهما . فمدرسة الملك عبد الله الثاني التنموية مبادرة، ميدانية، متابعة، موجهه، انسانية، فليقتدي بها من يغلقون الابواب على انفسهم ، ويديرون مؤسساتهم من ابراج عاجية . حمى الله الملك، وهو يجسد مقولة الراحل الحسين العظيم " الانسان اغلى ما نملك "، وبدورنا نحن نقول للمك: اننا نحبك فانت والاردن والاسرة الهاشمية اغلى ما نملك.
احلى الكلام،،، سيدي اننا نحبك .
ohok1960@yahoo.com
اكاديمي،،،تخصص علم اجتماع