بدأت في غزة .. ولا أحد يعرف أين ستنتهي
السفير الدكتور موفق العجلوني
17-08-2024 12:12 PM
اتفق مع الزميل الاستاذ ماهر ابو طير في مقاله المنشور هذا اليوم في عمون الغراء نقلاً عن صحيفة الغد الغراء في زاوية مقالات مختارة بعنوان: " الحالة حرجة لهذه الأسباب"، وبتالي ابدأ هنا من حيث انتهى الزميل ماهر: بدأت في غزة، ولا أحد يعرف أين ستنتهي. نعم باعتقادي لا أحد يعرف اين ستنتهي حتى لا بايدن ولا ترامب ولا النتن ياهو، واعتقد جازماَ كل ما يدور على الساحة وبالذات ما يجري في الدوحة من الجانب الإسرائيلي ليس الا ذر الرماد في العيون ولا يخرج عن الاعيب المتوارثة عن سياسات هنري كيسنجر، وبكل اسف يسير على نهجه وزير الخارجية بلنكن بالتنسيق مع نتنياهو. وان أي اتفاق يتم التوصل اليه بين حماس والوفد الإسرائيل سيكون هنالك مخططات إسرائيلية ومدعومة امريكياً واوروبياً غير معلنة تحمل في طياتها اخبار غير سارة للمنطقة.
وفي مراقبة ما يجرى على الساحة الدولية ومخرجات العدوان على قطاع غزة و ما يجري في فلسطين واقتحامات الأقصى وما جرى من اغتيالات في لبنان وايران، وفي ضوء سيطرة قوى غربية وإقليمية على المنطقة، وخرائط نفوذ متغيرة، والنظام الرسمي العربي تعرض إلى ضربات عميقة على مدى عقود، ومن تأثيرات القوى النافذة في العالم، وتجمع كل الصراعات اليوم في المشرق العربي، وما يحدث في فلسطين، وتأثيرات المشروع الإسرائيلي الممتد، وتموضع تركيا، ومشروع إيران، وتغير الخرائط في المشرق، والانتهاكات الاقتصادية التي تؤشر على انهيارات مقبلة عند أقل هزة، و مع شيوع اليأس والإحباط، وانسداد الأفق في وجه شعوب قفزت إلى البحر الأبيض المتوسط بحثا عن قارب نجاة نحو الشمال، الجميع في حالة ترقب.
ولكن هنالك تجاهل لمراقب عام على الخط يحمل احدث اجهزة المراقبة وأدوات الرصد الدقيقة ويشاهد عن قرب ما يجري في المنطقة ويحسب حساباته المستقبلية وهو الصين التي اعتقد في المرحلة النهائية ستكون هي الرابح الأكبر، والبقية الباقية هي الأطراف الخاسرة رغم ما تتجيش به من تحالفات ومن أسلحة وعتاد وسفن وطائرات وبوارج حربية تحمل احدث الأسلحة الفتاكة: " قله بكبيلك، رد عليه صاحيلك" ، الصين لا تغمض لها عين فيما يجري في المنطقة.
وبالتالي فان نقطة التفجير الأساسية اليوم كما أشار الزميل ماهر أبو طير، تريد اسرائيل وبدعم غربي كامل وشامل، و" عينك عينك "، حكم المنطقة برمتها بقيادة إسرائيليـة (استعمار جديد وبأسلوب جديد) وإعلان ذاتها قوى عظمى في الشرق الأوسط، بدعم غربي، وفي تحالف مُشهر، وليس سرا، في سياق يهودية الدولة من جهة، وتثبيت العملاق الأمني والاقتصادي والعسكري من جهة ثانية.
من هنا اتفق مع الزميل الازمة بدأت في غزة، ولا أحد يعرف أين ستنتهي، باستثناء خالق هذا الكون، و هو على كل شيء قدير عملاً بقوله تعالي : وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ . صدق الله العظيم
*مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
Muwaffaq@ajlouni.me