عمون - تساءل الخبير والمحلل الإستراتيجي والإقتصادي المهندس مهند عباس حدادين أنه بعد إنتهاء جولة المفاوضات اليوم التي تتجه نحوها أنظار العالم برعاية أمريكية في إمتحان حقيقي لدبلوماسيتها ، ومشاركة مصر وقطر اللذين يمثلان حماس حسب تصريح الولايات المتحدة بالإضافة إلى إسرائيل التي لا زالت تقصف خلال التفاوض ما تبقى من غزة وتقتل الأطفال والنساء داخل الخيم والذي تجاوز عدد الشهداء ال40 ألف شهيد.

فلو كان هناك جدية من إسرائيل في هذا التفاوض لتحويل الأفق الدموي الأحمر الذي صنعته إلى أفق سياسي لأوقفت هذا القصف على أقل تقدير لهذا اليوم الذي سقط فيه 26 شهيدا عدا عن الجرحى. إن ما تم في التفاوض اليوم لا يرقى لتهدئة الإقليم المشتعل ،وخصوصا إن التحرك الدبلوماسي الأمريكي أصبح واضحا بأنه مجرد كسب الوقت لمحاولة تهدئة الوضع دون إجبار إسرائيل على نزع فتيل الحرب الإقليمية التي يتم التجهيز لها على مستوى إقليمي ودولي.

فما نشهده اليوم من تصعيد أوكراني بدعم غربي بالهجوم بالصواريخ والمسيرات على العمق الروسي واستهداف مقاطعة كورسك وجزيرة القرم ما هو إلا محاولة لإشغال روسيا عن ما يجري من تصعيد عسكري في منطقة الشرق الأوسط ،ومحاولة إبعادها عن حليفتها إيران، خشية تعظيم ردها العسكري على إسرائيل وكسب مواقف سياسية جديدة ،لكن الواقع غير ذلك فتأخير الضربة الإيرانية لإسرائيل إنتقاما لمقتل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، سيدعم الأفق السياسي الإقليمي في حل مشاكله المتشابكة مع الولايات المتحدة والغرب على حساب تحقيق مطالب اهل غزة بالكامل.