أهمية الناقل الوطني الجوي الأردني
داود كتاب
16-08-2024 12:24 PM
واجه الأردن والمنطقة أيام صعبة في الأسبوع الماضي مع تزايد المخاوف من هجوم إيراني متعدد الأشكال انتقامًا لعملية اغتيال ضيف الجمهورية الإسلامية الإيرانية زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
وبما أن إيران وإسرائيل لا يوجد بينه حدود مشتركة وبما أن للأردن أكبر حدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة ودولة الاحتلال فكان من الطبيعي اعتقاد الجميع أن الأجواء الأردنية سيتم اختراقها إذا ارادت إيران تنفيذ قرار الامام علي خامنئي الانتقام لمقتل هنية.
الأردن عمل كل ما باستطاعته لمنع أي اختراق للأجواء الأردنية ولمنع تصاعد التوتر الإقليمي وكان ذلك من خلال زيارة خاصة لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي نقل رسالة خاصة من الملك للقيادة الإيرانية.
إلا أن تلك المحاولات لم توفر التطمين الكافي لمنع إمكانية إدخال الأردن في هجوم متوقع إيراني الأمر الذي سبب تشويش كبير على حركة الطيران العالمية من والا الأردن. فكانت شركة United وهي من كبار الشركات الامريكية والتي تسير خط يومي من العاصمة الامريكية واشنطن الى مطار الملكة علياء قرر الغاء كافة الرحلات الأمر الذي سبب ضرر كبير لمن كان حاجز لتذاكر السفر. الأمر نفسه تم تطبيقه من خلال شركة لوفتهانزا الألمانية وشركة طيران سويسرا.
ولكن الملكية الأردنية عملت بكامل طاقمها وملئت الفراغ بامتياز مما ترك شعور إيجابي لدى المسافرين الذين وجدوا أنفسهم متروكين لمزاج شركات الطيران العالمية والتي لها اعتبارات مختلفة ومنها ربما ارتفاع رسوم التأمين بسبب التوقعات التي رافقت التهديدات الإيرانية.
إن وجود ناقل وطني مهم من الناحية الاستراتيجية أكثر بكثير من الجانب المالي. بوجود ناقل وطني يشجع التجارة البينة وله دور كبير في فتح خطوط لمناطق ترغب بالتعامل مع الأردن كما لها دور مهم في تشجيع السياحة من مناطق هامة وذلك يدعم القطاع السياحي مما يترك فائدة على الاقتصاد الوطني.
يحتج البعض لوجود خسارة مادية في بعض السنوات للملكية الأردنية ولكن هذه نظرة ضيقة وغير مناسبة لأهمية وجود ناقل وطني لأن الأمر يتعلق بالاهتمام الاستراتيجي والاقتصادي بشكل عام ويجب عدم ربطته فقط مع الربح والخسارة للناقل بعيدًا عن فائدته لباقي القطاعات.
تشكل الأزمات أحيانا فرصة هامة لإعادة التفكير في الأمور الاستراتيجية مما يعني انه من الضروري أن تأتي أهمية ناقل وطني في قمة الاهتمامات للمصالح الوطنية العليا.