على الرغم من كلّ ما جرى ، فإنّ مقاطعة الانتخابات النيابية ينبغي أن لا تكون خياراً للحركة الإسلامية ، فالمشاركة دائماً هي الحلّ ، وتعرف الحركة نفسها أنّها فقدت الكثير من شعبيتها عندما قاطعت الانتخابات قبل الماضية ، وبالتالي فقدت بعض المواقع النقابية أيضاً.
ومن موقع احترام للحركة ، وتقدير لدورها ، نعلن عن كثير من الاستغراب للتمادي في التحدّي ، والتأزيم ، وبصراحة فالتركيبة السياسية الرسمية الأردنية لا تقتصر على الحكومة ، وإذا كان هناك من نرفزة حكومية بزيادة كلمة هنا ، أو كلمة هناك ، فمن الغريب أن يكون الردّ على الجميع ، وبمزيد من تضخيم المشكلة ، وذلك ما ينعكس على الكلّ بالضرورة.
واستمعت إلى حديث أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي لـ"الجزيرة" ، وقوله إنّ الحركة تمثّل نصف الشعب الأردني ، وهذا قول غير صحيح على الإطلاق ، وتؤكّد غيره الانتخابات ، ولسنا نستخدم كلمة رئيس الوزراء حول الأغلبية الصامتة تأييداً لمواقفه ، ولكنّ حقيقة الأمر تفيد بأنّ هناك أغلبية صامتة فعلاً في الأردن ، ولو أحسن العمل على صياغتها سياسياً لشهدنا تغييراً جوهرياً في الواقع الموجود.
ما نقوله إنّ الحركة الإسلامية تملك بعض الحقّ في الردّ على ما جرى ، ولكنّها لا تملك أدنى حقّ في مواصلة التأزيم ، وفي كلّ الأحوال فالمشاركة هي الحلّ دائماً لأنّ الذي يقاطع يخسر دائماً.
عن الدستور